هويتنا العربية
كتب حمادة الجندي
تمثل الثقافة العربية رقعة لا يستهان بها على مستوي العالم، كما أنها تعبر عن تاريخ طويل من النضال الوطني للحفاظ عليها من براثن الاستعمار على مر الأزمان ، بدءا من حملات التتار و المغول و مروراً بالحملات الصليبية المتوالية و صولا للتقسيم الاستعماري الأوروبي في القرن العشرين.
لقد أفرزت تلك المحن التي عاشها و طننا العربي حالات عدة من الاتحاد و الكفاح الوطني وخاصة في المجال الثقافي فلم يقف عند إبداع الأجداد الأُوٌٓل في العصور الراشدة و الأموية والعباسية و الأندلسية ، فبرز الأزهر الشريف بعلمائه أمثال الشيخ محمد عبده و الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي وغيرهم من التنويريين الذين تأثروا بالغرب ، فمنهم من تأثروا بعلومه وحافظوا في الوقت ذاته على هويتهم العربية ، و منهم من انبهروا به فتمردوا على بيئتهم وهويتهم، فتحررت البلاد ولكنهم لا زالوا أسري لأفكارهم و معتقداتهم ، فهم ينظرون إلى بلدانهم نظرة التخلف والرجعية بدلاً من أن يقودها إلى مواكبة التطورات دون التعرض لإرثهم الثقافي ، والذي للأسف الشديد يهاجمونه في أدق التفاصيل بداية من أسماء المواليد التى غيرت ملامح الثقافة العربية فبدلت بأسماء غير عربية كنوعٍ من التمدن وانتهاءا بالتشكيك بالتراث الثقافي والرموز التاريخية المتوافق عليها عبر العصور بل والهجوم عليها والنيل من وطنيتها أو صحة أفكارها أو إنكار ما قدموه للأجيال القادمة.