مي عبد الفتاح استشاري أسري وخبير تربوي تحدثنا عن عمل المرأة وتقول عمل المراه سلاح ذو حدين

كتبت هاجر عبد العليم
خروج المرأة للعمل أصبح مهم وأساسي في جميع بيوت المصرية ،فالمراة تخرج للعمل لمساعدة اسرتها ولزياده دخلهم ولكن لكل شئ إيجابيات وسلبيات فيعد خروج البعض للعمل بمثابة باب مشاكل بين الزوج لكن في بعض الأحيان يكون هناك تقصير ويودي هذا الي هدم البيت وخرابه لذلك طرحنا هذا الموضوع مع الأستاذة مي عبد الفتاح استشاري أسري وخبير تربوي وكاتبه وباحثه في العلوم الانسانيه لمعرفة رأيها في هذا الموضوع
فقالت لعل أحد أهم أسباب الخلافات الزوجية وانتشار الطلاق هو عمل المرأة خاصة في وجود زوج غير ناضج يحتويها ويحترم مشاركتها معه في الاضطلاع بدوره الأساسي وهو الإنفاق على الأسرة ، ومع ارتفاع معدلات التضخم وتعاظم الاحتياجات والمتطلبات المادية فقد
وجدت المرأة نفسها مضطرة للخروج للعمل سعياً منها نحو سد الفجوة مابين دخل الأسرة ونفقاتها وتفعيلاً لمفهوم الشراكة بين الزوج وزوجته .
لذلك فإنه يتعين أن تكون العلاقة بين الزوجين قائمة على المودة والرحمة والتقدير والاحترام المتبادل وإعلاء مصلحة الأسرة ، والتفاهم هنا مطلب أساسي في الحياة الزوجية لا سيما في عصر مليء بالتحديات والعثرات التي تواجه الأسرة.
وإذا كان ديننا الحنيف قد أقر للزوج حقوقاً على زوجته باعتباره صاحب القوامة فإن ذلك لا يعني ذلك أن يتعسف الزوج في استخدام تلك القوامة ، وليعلم أن القوامة ما هي إلا مسؤولية واحتواء وسعي على مصالحها واحتياجاتها ، وليعلم أيضاً أن الشراكة بين الزوجين عطاء متبادل فليس من الرجولة والمروءة أن تمتد يد الزوج إلى زوجته بسوء أو سلب مالها بدون وجه حق فدخل الزوجة حق خالص لها ، كما أن دخل الزوج حق خالص له أيضاً ، ولا يجوز للرجل أن يأخذ من مال زوجته بطريق بطريق مباشر أو غير مباشر دون رضاها .
ولابد أن تعرف كل زوجه أن مساعدتها لزوجها مستحبة وأن ما تقدمه لزوجها وبيتها لها عنه أجر الصدقة فيه ، فيُستحب لها تقديم الدعم لزوجها في الاضطلاع بأعباء بيتهما إن كانت تستطيع ذلك ، وليس للزوجة المطالَبَة بشيء من المال الذي أنفقته على بيتها برضاها.
وأود التوكيد على أن مشاركة الزوجة في لزوجها لا يسوغ لها النيل من كرامته وتوقيره كزوج أو هدر حقوقه الشرعية كَقَيّم ، فلا يجوز لها الخروج من بيتها إلا بإذنه ولو للذهاب إلى وظيفتها ، وإذا ما تصالح الزوجان على أن يأذن الزوج لزوجته في العمل (المباح لها شرعاً) على أن تساهم في مصاريف البيت بمبلغ يتفقان عليه فلا مانع شرعاً ، إلا أن تكون الزوجة اشترطت على زوجها سلفاً أن يأذن لها في العمل فلا تحق له حينئذ المطالبة بذلك .
وعمل المرأة سلاح ذو حدين ، فهناك من النساء من تفقد أنوثتها وتنسي أن تخلع عباءة المرأة العاملة قبل أن تدخل بيتها وللأسف فإنه ونتيجة للمسؤوليات التي تزداد يوماً عن الآخر تبدأ الزوجة بالتقصير في حق نفسها وحقوق زوجها عليها ، وشيئاً فشيئاً تتحول الحياة بينهما إلى روتين ممل يتبعه نفاد المودة والرحمة والتقدير والاحترام فتتعامل معه بندية وبمبدأ المساواة خاصة في حال تقلدها مناصب عليا فحينها تتسع الفجوة بينهما فالزوج يفرط مجبراً في قوامته وحقوقه وفي المقابل قد يتقاعس عن أداء واجباته ، والزوجة يتضاءل لديها الشعور بقوامة الرجل عليها واحتوائه لها إلى أن تصل إلى قناعة بأن وجوده مثل عدمه.
لذلك أري أن أحد عوامل نجاح زيجات أمهاتنا قديماً هو أن معظمهن كن ربات بيوت ، فكانت الزوجة لديها الوقت لتعتني ببيتها وبنفسها وأنوثتها وتكون في أبهى صورة لاهم لها إلا احتواء زوجها عند عودته من عمله منهكاً مثقلاً بالهموم وإحاطته بالحنان والصحبة والحب..
لذلك نصيحتي لكل امرأة عاملة أن تحافظ علي كينونتها كامرأة وأن تجعل في مقدمة أولوياتها استقرار بيتها ونجاح حياتها كزوجة وكأم .
ونصيحتي لكل رجل أن يقدر دور زوجته لمساعدته علي أعباء الحياة وأن يرفع عن كاهلها إن استطاع جانباً مما تنوء بحمله وليس عبئاً إضافياً عليها فيكون لها زوجاً وأباً وأخاً وصديقاً.
ويمكن تحديد الحالات التي تدفع المرأة للخروج للعمل أولاها الوضع الاقتصادي والسعي نحو دعم الزوج لتحقيق المستوى المعيشي اللائق أو الارتقاء بمستواه .
والحالة الثانية التطلع إلى الارتقاء بالوضع الاجتماعي والحاجة إلي تحقيق الذات .
والسعي علي الرزق في الإسلام هو مهمة تخص الرجل إلا في حالة الضرورة كما قال الله عزو جل في القرآن الكريم :
” الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ”
فجعل الله القوامة للرجل وألزمه بالإنفاق علي المرأة
خدعونا بالمساواة بين الرجل والمرأة وخدعونا بضرورة عمل المرأة. وخدعونا بجمعيات حقوق المرأة وكانَ كُلُ ذلك خطط غربية ضد المجتمع لإخراج الزوجات من بيوتهن إلي سوق العمل وترك رعاية الأولاد والأسرة لتخرج إلي المجتمع أسرة هشة ، فعندما غاب دور الأم في التربية والرعاية تفككت الأسرة وتم إنشاء جيل غير سوي نفسياً وأخلاقياً.