مقال

ماذا حصد الأعداء الكبار من حربهم الدائرة بينهم ؟

البوابة اليوم

محمد محمود أبوذكري

 

بعد صراع من الحروب الباردة استمرت لعدة سنين رأت الولايات المتحدة أنه آن الأوان أن ينتهي دور روسيا من المشهد العالمى بعد أن وضعته في موقف الحرب المرغم عليها، إلا أنها فوجئت بالدب الروسي يقرأ المشهد بدقة واستعداد، لكن هناك سؤال يطرح نفسه على ساحة المشهد الحالى؟

 

ماذا حصد الأطراف المتنازعة خلال حرب الوكالة التي يصنعها! الأمريكان ومعها دول الغرب الأوربي ضد روسيا بالحرب الأوكرانية!! هذا ما سوف نسردها في السطور القادمة:

 

‘لاشك أن أمريكا قد تحصلت على مكاسب سياسية بعد أن نجحت بالتفريق بين الشعب الروسي والأوكراني المتجاورين حدوديا وكان بالماضي تحت مظلة الاتحاد السوفيتي، كذلك نجحت فى تخويف أوروبا من الشيطان الروسي وخلق عدو جديد تحاربه وتقيم تحالف لخنقه وحصار نموه اقتصاديا، كذلك ربحت من تشغيل مصانع السلاح بأقصى طاقتها لإمداد الدول لتظل وحدها المهيمنة وتبقى هى وحدها شرطي العالم ، لكن فى المقابل خسرت أمريكا مصداقيتها وافتضاح مؤامرتها بعد أن كشفت روسيا تورطها بتمويل تجارب فيروسية وانشاء معامل أبحاث بيولوجيا ضارة داخل أوكرانيا، اقتصاديا خسرت العديد من المليارات لخروجها من الاقتصاد الروسي وأمرت جميع الشركات بمقاطعة السوق الروسي، أيضا ستفقد الكثير من جراء التحالف الاقتصادي الروسي مع الصين والدول الأفريقية وكل من رحب بالتعامل معها بعملتها المحلية لكسر هيمنة الدولار بالعالم وأزمات وقف تصدير البترول ..

 

وماذا ؟ عن روسيا بعد ما رأى العالم قوتها: كسبت روسيا انكشاف نوايا العالم الخفي وعرفت العدو من الصديق، اكتفائها ذاتيا في إنتاج ما يلزمها، ربحت من تأميم الشركات العالمية التي خرجت من أسواقها استبدال الشركاء الأوروبيون بشركاء جدد، ارتفاع أسعار كافة الخامات التى تنتجها ودفع جميع

التعويضات والديون بكافة شؤونها الخارجية بالعملة الروسية الروبل، لكن ماذا خسر الروس جراء تلك الأزمة؟ بالتأكيد خسروا صداقة الشعب الأوكراني ونجاح أمريكا في شيطنتها أمام العالم، خسرت أوروبا بأكملها وتوقفت تجارتها معهم وفقدها مليارات الدولارات من البترول والخامات التي كانت تقوم بتصديرها، كما اتضح ضعف خطابها الإعلامي مقابل الشبكات الإخبارية الأخرى المعادية لها..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى