الرئيسيةمقال

“فلسطين”.. إذا الشعب يومًا أراد الحياة

 

البوابة اليوم : د. إسماعيل محمد

لا أتابع قناة الجزيرة ولا قناة العربية ولا أنتمي لأيّ حزب، ولا يعنيني أيّ رأي مهما كان، وأيّ طائفة أيُّا كانت.
الأرض أرض فلسطين، واليهود محتلون مغتصبون، وما يحصل الآن ليس مجالا للنقاش، ولا لإلقاء المسؤولية على أحد. إن لم تنتصر للحق، للعدل. فاصمت.
‏في أحداث ‎غزة لا تدخل في نقاش مع من يرى أن عليك النظر من أكثر زاوية ، لا زوايا متعددة حين تكون ‎اسرائيل في الطرف الآخر من القضية، لا تناقش من يفضل أن يكون محايدا ، لا حياد هنا ، القضية قضية عقيدة، قضية وطن ، قضية إنسان ، سكوتك عن الظلم ظلم .. إن كانت عينك لا تبصر ، فليبصر قلبك.

‏تخيّل أنها أرضك .. تخيّل أنّ ذلك الشيخ أبوك .. وأنّ تلك المسنّة أمّك .. تخيّل أنّ هؤلاء الرجال و النّساء إخوتك تخيّل الخوف .. والرعب .. و أصوات القنابل والرصاص .. تخيّل الضرب و الركل و السّحب .. ثمّ ضع يدك على قلبك .. إن لم يتحرّك .. إن لم يهتزّ .. فتفقد إنسانيتك.
إنّه التاريخ يعيد نفسه، في التاريخ نفسه!
لا شعب على هذه الأرض لا يريد العيش بسلام ، ولكنهم ما تركوا للشعب الفلسطيني من خيار إلاّ الحرب.
وها هو اليوم يباغتهم بما يتجاوز خيالهم .
” إذا الشعب يومًا أراد الحياة… ”
دائما أتذكر القصة التي ذكرها غسان كنفاني في رواية عائد إلى حيفا ، عن عودة رجل مع زوجته اُحتل بيتهم وحينما تسللوا عائدين له وجدوا بداخله مستوطناً من دولة الاحتلال، تلفتوا في داخل منزلهم، كانت الأشياء الخاصة بهم في مكانها، وأرادت الزوجة الفلسطينة أن تستعيد صورة كانت معلقة بداخل البيت تحمل ذكريات كثيرة، ولم تستطع وقال زوجها للمحتل:
” هذا المكان الذي تسكنه هو بيتي أنا ..ووجودك فيه مهزلة محزنة ستنتهي ذات يوم بقوة السلاح..”.
‏لا جديد .. مشهدا يعيشه الفلسطينيون منذ 1948 ..
دمهم مستباح تحت كلّ الذرائع ، فالهدف إبادتهم لا إنصافهم!
منهمكون في الضحك علينا، والنصب أخو الكذب، ‏لطالما ازدهرت الهتافات بحقوق الإنسان في الغرب ضد روسيا وحربها ضد أوكرانيا، هي نفس الأصوات التي تهتف ضد الفلسطينيين، ويا للعجب أن تلك الأصوات هى أصوات القوة الغاشمة.
قليلٌ من المنطق، ابحثوا عن أسباب الإنفجار، لا أحد في هذا العالم يريد أن يكون قاتلاً ولا قتيلاً إن مُنح الكرامة والأمان!
فلسطين هي التي ستحررنا من قرون السطوة الغربية، كما لاحظ أحمد حسن الزيات:”وفلسطين كانت منذ أنشأها الله بلاء على المعتدي، وشؤما على الظالم. وقد التقى عندها الغرب والشرق مرة في عهد عمر، ومرة في عهد صلاح الدين، فكانت العاقبة في كلتا المرّتين غروبُ الغرب وشروقُ الشرق”.
كلّ الرحلات ستنتهي والجميع سيكشفون أقنعتهم المزيفة، وستعيش فلسطين عربية حرة وستبقى قضية المسلمين الأولى رغم أنف الحاقدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى