فن وثقافية

وقفة …و نبدأ من جديد

بقلم/ حمادة الجندي

قارئي العزيز
كم مرة تعثرت فيها وأحسست أن الدنيا قد أعطتك ظهرها ، فكل شيء حولك يبدو ضدك ، تشعر بالضيق ، يهجرك الأصدقاء ، بل حتى بعض أحب الناس إليك ، يسئ بك البعض ظنا ، ويعرض عنك محبوك ، لا تشعر بلذة الطعام رغم جوعك ، شعور دائم بالوحدة يلازمك مع كثرة من حولك ، صراع دائم يدور في خيالاتك مع اللاشيء ، احساس بالاضطهاد من الجميع ….؟!
هنا لابد لك من وقفة مع نفسك ، فالجميع لا يتغيرون فجأة ، فلربما قد تغيرت أنت و أنت لا تدري ، فحاسب نفسك أولا دون جلدها ، أعد النظر فيما تفكر و فيما تقول ، بل وفيما تعمل ، ضع نفسك موضع الآخرين قبل أن تسئ بهم الظن ، عد إلى ربك و ارضى بقضائه و قدره ، حيث لن يغيره سخطك ، ولن يزيدك عنادك وكبرك إلا بعدا و إعراضا ، انظر لما أعطيت من نعم و قل لنفسك ماذا لو سلبتها ، عندها ستدرك قدرها و ستحمد الله ، فقد أعطاك ومنحك ولم تسأله ، فحري بك أن تشكره وتحمده أناء الليل و أطراف النهار ، فلو تألمت في عضو من أعضاء جسدك ، فانظر لباقي الأعضاء فقد صحت و غيرك يعاني ، و إذا حرمت الولد ، فانظر لمن تحسر حولك لعقوق أبنائه ، كن مع الأخرين كالنخلة ، يرميها الناس بالحجارة فلا ترد عليهم الإساءة بالإساءة ، بل تجود عليهم بثمارها ، حينها فقط يتوقفون عن رجمها ، فتزداد شموخا على شموخها،
لا يكن سلوكك مع الناس رد فعل ، ابدأ بالاحسان إليهم و احتسب أجرك عند الله ، فسبحانه وتعالى وحده هو القادر على مكافأتك ، سيلين قلوبهم عليك ، ويقربهم إليك ، ويدفع عنك أذاهم و ينجيك من شرورك و شرورهم، إذا فماذا تنتظر ؟
توقف .. وابدأ من جديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى