مقال

كبسولة التوحيد تخليك زي الحديد (٣ )اللهم عافني في بصري

بقلم /محمد ابوخوات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد

مع روائع القرآن والسنة. … والحياة
ازكاء للنفس ، وتطهيرا لها من كل مكروه وسوء ، وحفظا للروح والجسد من العطب والفساد ,

وأحياء للقلب ، وضخا لنور الحياة فيه بكلام الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن هذه الروائع دعاء من أذكار الصباح والمساء ، نعرفه جميعا . … كبسولة ربانية .. تحميك وتحصنك من أمراض القلوب الأبدان.

مم تتكون هذه الكبسولة ؟!

اذكرك بالحديث الشريف من اذكار الصباح والمساء وإليك نص الحديث الشريف بجرعاته الثلاث

( قال عبدالرحمن بن أبي بكرة يا أَبتِ، إنِّي أَسمَعُك تَدْعو كلَّ غَداةٍ: اللَّهمَّ عافِني في بَدَني، اللَّهمَّ عافِني في سَمْعي، اللَّهمَّ عافِني في بَصَري، لا إلهَ إلَّا أنتَ؛ تُعيدُها ثلاثًا حينَ تُصبِحُ، وثَلاثًا حينَ تُمسي؟ فَقال: إنِّي سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَدْعو بِهنَّ، فأَنا أُحِبُّ أن أَستَنَّ بِسُنَّتِه. قال عبَّاسٌ فيهِ: وتَقولُ: اللَّهمَّ إنِّي أَعوذُ بكَ منَ الكُفرِ والفَقرِ، اللَّهمَّ إنِّي أَعوذُ بِكَ مِن عَذابِ القَبرِ، لا إلهَ إلَّا أنتَ، تُعيدُها ثَلاثًا حينَ تُصبِح، وثَلاثًا حينَ تُمسي، فتَدْعو بهِنَّ، فأُحِبُّ أن أَستَنَّ بِسُنَّتِه. )

١- المعافاة في البدن : ✓

٢- المعافاة في السمع. ✓
والآن مع :

٣ – المعافاة في البصر

وقد تحدثنا في المقال السابق عن المعافاة في السمع

وفي هذا المقال نتحدث عن المعافاة في البصر..

ومن العجيب أن الحديث الشريف ترتيب السمع فيه يسبق البصر كما هو الحال في الآيات القرآنية مثل قوله تعالى :

۝ وَٱللَّهُ أَخۡرَجَكُم مِّنۢ بُطُونِ أُمَّهَـٰتِكُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ شَیۡـࣰٔا وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَـٰرَ وَٱلۡأَفۡـِٔدَةَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ۝٧٨ النحل

ما الفرق بين البصر ، والبصيرة ، والرؤية ..؟!!
قال الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر:

( إنّ للقلب عين ينظر بها تُسمى «البصيرة»، فالبصر للشهادة، أي عالمنا الواقعي وما نراه من أحداث يومية وظاهرة، أما البصيرة فهي للغيب، والبصر للمُلك، والبصيرة للملكوت.)

«مهنا»: التفكر استدعاء البصيرة لإدراك الغيب

وأضاف «مهنا»، خلال استضافته بإحدى حلقات برنامج «الطريق إلى الله»، تقديم الإعلامي مهند السادات، والمُذاع على شاشة «قناة الناس»، أن استدعاء العقل لـ«البصيرة» للتفكر وإدراك الغيب، و«البصيرة هي تمكن العلم من القلب وثمرته اليقين وثمرة اليقين هي «القلب السليم»، لقوله تعالى «إلا من أتى الله بقلب سليم» وهذا هدفنا جميعاً الذي نسعى إليه.

ما الفرق بين البصر والنظر ؟

لماذا أمرنا الله تعالى بغض البصر ، ولم يأمرنا بغض النظر ؟ بل وسمح لنا بالنظرة الأولى ؟ قال الله تعالى في سورة الأعراف {وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون} من هذه الآية نلاحظ أن هناك فرق بين (النظر) و (البصر)،فالنظر هو: رؤية الأشياء بدون استخدام العقل ، وبالتالي عدم الإحاطة بالشيء المرئي،وهذا يحدث معنا كثيراً ، فإنّك ترى شخصا ما ، وَلَو سألك أحدٌ بعد ذلك عن لون قميصه فلا تعرف .. [ هذا هو النّظر ]،أمّا البصر فهو: رؤية الأشياء مع استخدام العقل والتركيز ؛ للإحاطة الكاملة بالشيء المرئي ولذلك نحنُ مأمُورون بغض البصر وليس غضّ النظر ولذلك أيضاً ؛ فإنّه يُمكِنُ النظرُ إلى المرأةِ في حالات كثيرة ومواقف كثيرة نمرُّ بها ؛ إذ لا مَناصَ من ذلك ، ولكن لو زاد النظرُ عن المطلوب وتحرَّكت الأحاسيسُ الفِطريّة فإنَّ النّظر يتحوّلُ إلى بَصَر ، وهُنا يأتي الأمرُ بالغضّ،قال تعالى: {قل للمؤمنين يَغضُّوا من أبصارهم} ولذلك أيضا ؛ فإنّا نجِدُ مِن أسماء الله تعالى البصير ولا نجد من اسماءه الناظر،قال تعالى: {إنه كان بعباده خبيراً بصيراً}، فالبصر أقوى وأعمق وأشمل من النظر ، واللهُ بصيرٌ ؛ أيْ يُحيطُ بكلّ شؤون عِبادِه مِن الداخل والخارج،ولاحظ معي مدى دِقّةَ نظام كلمات القرآن ، فعندما يأمرُنا الله تعالى بالتدبُّرِ فى خَلقه ؛ فإنّه يأمرنا [ بالنظر لا بالبصر ] فيقول {أفلا ينظرون إلى الإبل} {أفلا ينظرون إلى السماء} {فلينظر الإنسان مماخلق} في كل هذه الآيات استخدم النظر ، لأن هذه الآيات معجزة ولا يستطيع أحدٌ الإحاطةَ بها والإلمام بمكوناتها ، فالنظر هنا أَوْلى من البصر. فسُبحانك ربّي ما أعظمك.
والنظر هنا لإشباع العين بمتعة وروعة الخلق … لتستقر الصورة وتنطبع بقوة في القلب … فتهتز اوتار القلوب … وتعمل محركات العقول … لتنطق بوحدانية ذي الجلال والاكرام.. ومن هنا يأتي اليقين …. في قول الله ورسوله ووعد الله ورسوله
وللحديث بقية أن شاء الله عن عظمة تركيب العين .. وكيف تعمل … ؟!
و روعة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في حفظ العين والبصر …
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى