الاخبار

السوال : كيف اصلى صلاه التسابيح ؟ دار الإفتاء تجيب

 

متابعة : احمد سمير

الجواب : صلاة التسبيح أو التسابيح نوع من صلاة النفل تفعل على صورة خاصة، وإنما سميت بذلك لما فيها من كثرة التسبيح، ففيها في كل ركعة خمس وسبعون تسبيحة، وقد ورد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال للعباس بن عبد المطلب: ((يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّاه، أَلَا أُعْطِيكَ؟ أَلَا أَمْنَحُكَ؟ أَلَا أَحْبُوكَ؟ أَلَا أَفْعَلُ بِكَ عَشْرَ خِصَالٍ؟ إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللهَ لَكَ ذَنْبَكَ، أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، قديمة وَحَدِيثَهُ، خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ، صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ، سِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ، عَشْرَ خِصَالٍ: أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ؛ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رِكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَسُورَةٍ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ القِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ فَقُلْ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالحَمْدُ للهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأسَكَ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَومٍ مَرَّةً فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَّةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً)).
والحديث مرويٌّ مرفوعاً من طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة هم: عبد الله بن عباس، وأبو رافع، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عمر، والعباس بن عبد المطلب، وجعفر بن أبى طالب، وأم سلمة، والأنصاري، -رضي الله عنهم جميعا-، وروى الحديث مرسلا عكرمة، ومحمد بن كعب القرظي، وأبو الجوزاء، ومجاهد، وإسماعيل بن رافع، وعروة بن رويم.
وقد أخرج حديث صلاة التسابيح الكثير من رواة السنن، كأبي داود، والترمذي، وابن ماجه، والحاكم في [المستدرك]، وقال في حديث جعفر بن أبي طالب: [هذا إسناد صحيح لا غبار عليه، ومما يستدل به على صحة هذا الحديث استعمال الأئمة من أتباع التابعين إلى عصرنا هذا إياه ومواظبتهم عليه، وتعليمهن الناس، منهم عبد الله بن المبارك -رحمة الله عليه-]، وأخرج الحديث كذلك البيهقي في “شعب الإيمان” (1/132) وقال: [وكان عبد الله بن المبارك يفعلها وتداولها الصالحون بعضهم من بعض، وفيه تقوية للحديث المرفوع، وبالله التوفيق]
يقول الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى- في “أمالي الأذكار في فضل صلاة التسبيح” (ص: 43): [ وممن جاء عنه الترغيب فيها وتقويتها الإمام أبو عثمان الحيرى الزاهد، قال: “ما رأيت للشدائد والغموم مثل صلاة التسبيح” ، وقال أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس: صلاة التسبيح أشهر الصلوات وأصحها إسناداً، وقال المحب الطبري في الأحكام: جمهور العلماء لم يمنعوا من صلاة التسبيح، مع اختلافهم في تطويل الاعتدال، والجلوس بين السجدتين، وقد صرح أبو محمد الجويني باستثناء صلاة التسبيح من ذلك. قال التقي السبكي: صلاة التسبيح من مهمات مسائل الدين، وحديثها حسن، نص على استحبابها أبو حامد، وصاحبه المحاملي، والشيخ أبو محمد، وولده إمام الحرمين، وصاحبه الغزالي وغيرهم]،
ولما سبق فصلاة التسابيح سنة حسنة، وهو ما ذهب إليه الشافعية وقرره الإمام النووي -رحمه الله تعالى- فقد قال في “تهذيب الأسماء واللغات” (3/ 144): [وأما صلاة التسبيح المعروفة: فسميت بذلك لكثرة التسبيح فيها على خلاف العادة في غيرها، وقد جاء فيها حديث حسن في كتاب الترمذي وغيره، وذكرها المحاملي وصاحب التتمة وغيرهما من أصحابنا، وهي سنة حسنة]، فيستحب للمسلم القيام بها على النحو المبين في الحديث، والله تعالى أعلى وأعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى