شئون خارجية

اليوم الدولي للتسامح شيمة الكرماء وخُلق النبلاء

بقلم د – خالد السلامي 

 

 

في هذا اليوم المشـرق بألوان التنوع والسلام، نحتفل باليوم الدولي للتسامح. إنه يوم يمثل رمزاً للوحدة الإنسانية وتقدير الاختلاف. التسامح ليس مجرد تقبل الآخر، بل هو تقدير عميق للتنوع الذي يغني حياتنا ويعزز فهمنا للعالم.

في عالم يتزايد فيه التوتر والانقسام، يصبح التسامح أكثر من مجرد فضيلة؛ إنه ضرورة. يذكرنا هذا اليوم بأهمية الحوار والتفاهم المتبادل بين الثقافات والديانات. إنه يشجع على التعاطف والاحترام، ويعترف بأن التنوع هو قوة لا ضعف.

التسامح يعني أيضًا مواجهة الأفكار الضارة والتحيزات. لا يمكننا أن نقبل بالصمت عندما يكون هناك ظلم أو تمييز. الدفاع عن الحقوق والحريات الأساسية للجميع جزء لا يتجزأ من روح التسامح.

في هذا اليوم، دعونا نتعهد جميعًا بأن نكون سفراء للتسامح. دعونا ننشر الوعي ونشجع على الانفتاح والتقبل. دعونا نتحدى الأفكار المسبقة ونسعى لبناء جسور التفاهم والاحترام المتبادل.

اليوم الدولي للتسامح هو فرصة لنا جميعًا للتفكير في أهمية التسامح في حياتنا اليومية. إنه دعوة لنا للعمل معًا من أجل عالم أكثر عدلاً وسلامًا، حيث يتم احترام كل فرد وتقديره بغض النظر عن خلفيته أو معتقداته. في النهاية، التسامح هو الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقًا وأملًا للجميع.

يعيش الأفراد في مجتمع متشابك من العلاقات الاجتماعية المتباينة، يفرض هذا التشابك علينا التمسك بالأخلاق العليا وفي مقدمتها التسامح، لنرتقي بالمجتمع ونعزز العيش المشترك. يعتبر التسامح صفة نبيلة، مبدأ إنساني يحثنا على نسيان الأحداث المؤلمة والعزوف عن الانتقام، مع التركيز على الإيجابية وتقدير الآخرين.

يشير الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم إلى أهمية التسامح، {وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ} (البقرة، 237)، مؤكدًا أن التسامح خلق الأفاضل وقيمة الكرماء. يدعونا التسامح إلى حب الخير للجميع، واحترام الاختلافات، ورد السيئة بالحسنة.

في دولة الإمارات العربية المتحدة، نجد مثالاً حيًا على التسامح والتعايش. حيث تجتمع على أرضها جنسيات، ديانات، وثقافات متعددة في تناغم وسلام. التسامح هو فضيلة الانفتاح واحترام الاختلاف، وهو الهواء الذي نتنفسه في بيوتنا ومجتمعاتنا.

يرى الفيلسوف البريطاني برنارد ويليامز أن التسامح هو “الفضيلة الصعبة”، وهو ضروري للتعايش بين الجماعات المختلفة. التسامح يحول دون تحول الاختلاف إلى خلاف يؤدي إلى العنف والصراعات.

التسامح هو شيمة الكرماء وخُلق النبلاء، يعبر عن قبول المختلفين والإيمان بالتعددية. يعتبر التسامح صمام الأمان للشعوب، ودرعها الواقي من التعصب والاضطهاد. فبالتسامح نرتقي فوق العداوة والانتقام، ونصل إلى التفاهم والتناغم.

للتسامح أثر إيجابي كبير على الفرد والمجتمع، وينعكس ذلك على العالم بأسره. المجتمع المتسامح هو مجتمع قوي متماسك، ينمو ويزدهر في بيئة من الحب والسلام. التسامح يحفز على البناء والتنمية ويساعد في تجاوز الخلافات والضغينة.

وأخيرًا، علينا أن نتذكر أن التسامح لا يعني التنازل عن ثوابتنا الدينية والأخلاقية. إنه يتطلب العزة والفخر بما نحن عليه، مع الانفتاح على الآخرين وتقديرهم. التسامح هو الطريق لبناء مستقبل أكثر إشراقًا لنا جميعًا.

المستشار الدكتور خالد السلامي -، سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة ورئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام وعضو مجلس التطوع الدولي وأفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021 وحاصل جائزة الشخصيه المؤثره لعام 2023 فئة دعم أصحاب الهمم وعضو الامانه العامه للمركز الأوروبي لحقوق الإنسان والتعاون الدولي وعضو التحالف الدولي للمحامين والمستشاريين الدوليين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى