تقاريرمقال

* مأساة الفقر بين الواقع والأمل*

كتب/مصطفى عبدالبصير

في أحد أحياء المدينة، وقفت *سيدة فقيرة* أمام متجر الخضروات، تحمل في عينيها نظرةٍ من الرجاء والخجل، وعلى كتفيها عبء الحياة الثقيلة. تقدّمت نحو التاجر بصوتٍ متردد، وسألته: *”هل عندك بطيخة مكسورة أو بايظة للعيال دول؟”* كلماتها كانت بسيطة، لكنها طعنت القلب كالسيف، كاشفةً عن واقعٍ قاسٍ تعيشه آلاف الأسر التي تقاتل يوميًا من أجل كسرة خبز أو قطعة فاكهة يدفعها صاحب المحل إليها دون مقابل.

*أين دور المجتمع؟*
التكافل ليس شعارًا بل مسؤولية. كيف يمكن أن تمر هذه السيدة بجوار المئات يوميًا دون أن يلتفت إليها أحد؟ لماذا بات الجوع أمرًا معتادًا يمر عليه الناس دون اكتراث؟ التضامن الاجتماعي ليس ترفًا، بل هو ضرورة لضمان حياةٍ كريمة للضعفاء، فلا تستقيم المجتمعات إن كانت تنمو على حساب أوجاع أبنائها.

*وقف التاجر قدام السيدة الفقيرة، وحس بكلامها بيغرز زي السهم في قلبه. بطيخة مكسورة؟ دا الطلب اللي بيعكس سنين من *المعاناة والصبر*. لحظة صمت مرت كأنها *دهر* ، وبعدين بص لها وقال:
*”يا حاجة، متخديش البطيخة المكسورة، خدي أحسن واحدة عندي.. العيال يستاهلوا يأكلوا الحاجة نظيفة.”*

دموعها كانت *أبلغ من أي كلام* ، دعت له بصوت مبحوح وهي بتاخد البطيخة، وولادها بصوا له بعيون فيها امتنان وخجل. التاجر مسح دمعة حاول يخبيها، وفكر في حال الدنيا.. ليه فيه ناس بتتألم بالشكل ده؟ ليه الفقر بيكون أقوى من الأحلام؟

وفي اللحظة دي، قرر إنه *هيغير حاجة ولو صغيرة*. في آخر كل يوم، هيجمع الخضار والفواكه اللي لسه صالحة لكنه مش هيبيعها، ويوزعها على المحتاجين، بدون ما حد يحس بالذل أو الحرج.

في النهاية، مش كل الأبطال بيبقوا لابسين *عبايات خارقة* ، بعضهم مجرد *أصحاب قلوب طيبة* ، بيخلوا الدنيا مكان أحسن *بحركة بسيطة*.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى