المزيد

رجوع اضطرارى قصة قصيرة

بقلم /يوسف عثمان 

 

 

كان يوما قائظا بالرغم من أننا لم نغادر الربيع قط

رن جرس الهاتف فلم اسمعه إلا قبل انتهاءه

حادثتنى قبل أن أبدأها بالسلام قائلة إنت فين يابعيد

هكذا عهدى بها فى بداية حديثها معى

أخبرتها بأننى فى الطريق إليها

وما هى إلا لحظات والتقينا عند باب الحديقة جلست عن شمالى

وكانت بعض النسمات تأتى مع بعض الرياح المحملة بصهد الجو القائظ الخالى حتى من عبير الأزهار المنتشرة فى ربوع الحديقة إلا عبير أنفاسها الذى دخل إلى أنفى إثر اصطدام رأسى برأسها عندما سقطت حقيبتها وأسرعت لأناولها إياها فتعانقت أنفاسنا ببعضهما

أغمضت عيناى وحاولت التهام كل زفيرها دونما تفكير

لم أتمالك نفسى بعدما رأيت كل مافيها يعتصر من مرارة الإنتظار

رغبة شديدة تمتلكتنى وأنا أشاهد كل مافيها يحتضر ينادينى يحتضننى إلا لسانها العاجز عن الحديث كبرياء

وعنادا وبقيت على هذا الحال كثيرا مابين الرفض والقبول فكل جوارحى تنازعنى فى احتضانها

وكل جوارحها تتحرك نحوى ببطء شديد وخجل يزيدها جمالا

وروعة بعدما نضجت كل ملامحها وأينعت حتى أصابتنى

رعشة لم أفيق منها إلا على حديثها عن سر انشغالها الفترة الماضية لم اتذكر حتى يومنا هذا معظم كلماتها فلم أنتهى من عطر فيها حتى فاح عبير رائحة جسدها من حرارة الجو ومن شدة خجلها الذى جعلها تتعرق أكثر ويفوح عبير جسدها الذى يشبه رائحة خليط زهرة الياسمين مع الفل أو رائحة العسل مع السمسم تكلمت كثيرا

واسمتعت إليها أكثر من كل مرة

حتى لاحظت أنها المرة. الأولى التى لم أشتكى لها من مشاكلى التى تزداد مع بداية عملى كل يوم تارة من احلامى الموؤدة

بفعل فاعل وتارة من عواطفى التى تسبق عقلى فى كثير من الأمور ودائما ماتقول لى أنت إنسان عشوائي تحتاج إلى تنظيم

فى كل أمور حياتك تقولها وهى لا تعلم أنها هى الكائن الوحيد القادر على ذلك ربما تعلم ذلك

وتتجاهله فكثيرا ما وجدتها على مقربة منى ولكن سرعان ماتعود ترتب عباءتها أو طرحتها أو تتحجج باللعب فى هاتفها المحمول عناد غير مسبوق يسيطر على مشاعرها ويقين كامل لديه ببراكين الشوق تتأجج فى أتون صدرها ودماء قلبها تزداد حرارتها أكثر من حرارة يومنا هذا ومع ذلك لم تتحرك شفاها وإن شققها ظمأ الحب

وجفف لسانها دائما ماتقول التقينا فى محطة قطارات

وكل منا يركب قطارا يسير عكس

اتجاه الآخر

حتى كرهت كل القطارات وكل الإتجاهات وودت لو كان للأجساد

قطارات كقطارات الأرواح التى تلتقى فى جميع المحطات دون النظر لإتجاهات سير الأجساد

مر الوقت كحلم سريع لم أعرف

مدى طوله إلا بعد مغادرتها

ووصولى إلى غرفتى التى استلقيت فيها على سريرى

غارقا فى أحلامى بعدما أخرجت زفيرى المحمل بعطر أنفاسها الذى ملئ كل مكان فى الحجرة بصورتها المرسومة على سواد عينيه.

راجعا إلى أحلامى التى لم تخزلنى يوما .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى