مقال

** لدغات الإنتظار **

 

بقلم : يوسف عثمان

تتعدد اللدغات وتختلف تأثيراتها فبعضها يميت فى الحال وبعضها يميت بالبطئ والبعض الآخر يجعلك تعيش ميت على قيد الحرمان والبعض أيضا يجعلك تعيش فى دوامة اللانهاية فلا تعرف من أين تبدأ ولا متى تنتهى إلا أن هناك لدغة هى أكثر ضراوة وأشد فتكا ألا وهى لدغة الانتظار والمقصود هنا هو انتظار وقت العمل فيما نحب ونتمنى مع العلم الوقت يمر كالريح لايتوقف أبدا بمساعدة أكبر عدو للإنسان ألا وهو التردد فى اتخاذ القرار وخاصة لدى الشباب فهناك من ينتظر الفرج ظنا منه أنه سيلاقيه محتضنا وهناك من ينتظر فرصة للعمل فيما يحب ويتمنى وكما يحلو له أو بمعنى أدق كما رسمه خياله وفى كل الأحوال انتظار العمل هو بداية الفشل ليس مهما أن تعمل ماتحب بل الأهم أن تعمل ماتراه أمامك شريطة أن تجيده أو تكون على استعداد لإجادته فسوق العمل لاينتظر أحدا ولا يوجد فيه عاطفة أو قلبا من الأساس فقط المهم البداية والواقع الحالى ملئ بعشرات الآلاف من قصص الناجحين ورواد الصناعات وكبرى الشركات

وأخص بالذكر على سبيل المثال لا الحصر رجل الصناعة الفريد من نوعه والأول عربيا الراحل محمود العربى صاحب مجموعة شركات توشيبا العربى الرجل الذى لم يكمل تعليمه حتى المرحلة الابتدائية لم يكملها وهناك أيضا نموذج هو فخر الأدب العربى الراحل عباس محمود العقاد الذى لم يكمل تعليمه سوى المرحلة الابتدائية ومع ذلك ترك إرث عظيم الآثر فى المكتبة العربية ولا أحد ينسى الراحل محمد الفايد الذى عمل عتالا فى موانئ الأسكندرية التى تركها وهاجر إلى انجلترا حتى أصبح فيما بعد أحد أهم رجال الإقتصاد فى إنجلترا كل هؤلاء لو انتظروا كى يعملوا مايحبون لفشلوا لكنهم عملوا ماستطاعوا ان يعملوه وما تيسير أمامهم وهاهم قد حققوا نجاحات عظيمة الأثر قد تكون ليست هى التى رسموها فى خيالهم ولكنها نجاحات أفضل مئات المرات من خيبة الأمل التى تصيبهم بعد فوات الآوان وهم يرورن غيرهم يعبرون جسور الأمل ليحققوا كل يوم نجاح جديد وهو لايملكون سوى الحسرة على قطار العمر الذى مضى بهم واستمروا على حالهم دون تغيير سوى فى ملامحهم التى تأكلت وصحتهم التى تراجعت إلى حد الانهيار وذاكرتهم التى أصابها الصدأ

لدغات الانتظار هى أشد فتكا للإنسان وللأسف لاتفتك إلا بسنوات العمر وتلقى بمن تمتلكه فى آتون الفرص الضائعة والبحث عن طوق النجاة الذى ينتظره فى ظلام هويس العمر الذى لايتوقف سوى فى المحطة الأخيرة والتى بعدها يصبح العمر مجرد ذكرة وانتهت

لذا كل اللدغات قد نجد لها دواء أو قد يبرأ صاحبها يوما إلا لدغات انتظار البداية بداية الانطلاق فى طريق العمل نحو المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى