فارس الأدب العربى عباس خضر
كتب : يوسف عثمان
فى شتى المجالات يوجد جنود مجهولة لا تسمع لهم صوتا ولا ضجيجا ولكن أعمالهم تتحدث عنهم وإن رحلوا بأجسادهم لأنهم فكرة والفكرة لاتموت هكذا هم
وإن تجاهلهم التاريخ تذكرتهم أعمالهم وانتفضت أفكارهم تنير العقول وتثرى الحياة بالمتعة والبهجة
ونحن اليوم بصدد الحديث عن أحد هؤلاء الأدباء والمفكرين الذى وصفه الزعيم الراحل سعد زغلول بأنه كاتب جبار ولجأ إليه عميد الأدب العربى طه حسين عندما تولى وزارة المعارف المصرية ليكون مديرا لمكتبه ثقة فيه بالرغم من اختلافهم أحيانا كثيرة برغم الأيديولوجية المشتركة والنشأة الريفية الواحدة إلا أن صراحته ووضوحه كان سببا للخلاف أحيانا كثيرة إنه الأديب والمفكر عباس خضر الذى ولد فى أبودنقاش إحدى قرى محافظة الفيوم عام ١٩٠٨م ودرس فى الأزهر الشريف حتى التحق بكلية دار العلوم وتخرج فيها ليبدأ رحلته الادبية بالعمل فى مجلة الرسالة التى كان يمتلكها احمد حسن الزيات والتى كان من بين كتابها آنذاك طه حسين وعباس محمود العقاد اللذان حاولا مرارا الضغط على أحمد حسن الزيات لإبعاد عباس خضر عن العمل بالمجلة التى كانت مبيعاتها تزيد عن ٦٠الف نسخة فى مصر والوطن العربى ويعد هذا رقما قياسيا آنذاك وكان السبب الحقيقى لمحاولات طه حسين والعقاد ابعاد عباس خضرعن العمل فى مجلة الرسالة هو قلمه الغفل الذى لايعرف الحسابات الصغيرة او الكبيرة وهذا يعود لشجاعة نادرة يتمتع بها حيث كان يكتب ببساطة ماتمليه عليه قريحته الريفية والتى ظلت تطارده طوال عمله بالصحافة وحاول الكثيرون النيل منه بالقول عنه أنه يسارى بين اليمينيين ويمينى بين اليساريين إلا ان تلك المحاولات باءت بالفشل فقد صنع عباس خضر حوله هالة من الصرامة وبنى حائطا من الصد لحماية ذاته الثقافية ليحمى نفسه من رجم هذا أو ذاك
وقد دفع عباس خضر ثمن طبيعته الريفية الواضحة فقد كان يكشف التناقضات الموجودة فى كل الشخصيات الأدبية فى عصره وكشف عوارات عصره الأدبية واستطاع ابراز كواليس الأدب والأدباء وهو أيضا مرجع رئيسى لكل من يريد البحث فى تاريخ القصة القصيرة فى مصر ومن ابرز اعماله كتابه القصة القصيرة فى مصر والذى صدر عام ١٩٦٦م وهو استكمال نوعى وكبير وموسع لكتاب يحى حقى فجر القصة القصيرة وكتابه كتابتنا فى طفولتهم وكتابه أيضا صحفيون معاصرون وكتابه قصص أعجبتنى والذى صدر عام ١٩٦١م وكتابه أدب المقاومة الذى صدر عام ١٩٦٨م ومجموعته القصصية الست عليه الذى صدر عام ١٩٥٨م ثم كتابه مديحة والذى صدر عام ١٩٦٢م وكتايه العجوز والحب الذى صدر عام ١٩٦٦م بالإضافة إلى قصص عربية صدرت فى مجلدين تحت عنوان حواديت عربية ومجموعة اخرى صدرت تحت عنوان الطير الخدارى عام ١٩٥٥م ثم كتابه أم السعد والذى صدر عام ١٩٦٠م كما صدرت له اربع روايات وهى حمزة العرب عام ١٩٥٣م والصحصاح عام ١٩٦٧م وكتابه خطى مشيناها وذات الهمة عام ١٩٧٠م والفارس الاسود عام ١٩٧٤م ومعظم هذه الروايات يتناول فيها التاريخ بشكل جدلى لذا سيظل عباس خضر مؤرخ عصره فى الأدب والنقد رحم الله الأديب والقاص والروائى عباس خضر .