جرت العادة أن المطرب في الوقت الحالي يهتم كل الإهتمام بعدد المشاهدات وعدد مرات الاستماع والإعلانات وكيفية جلب المال والشهرة بشكل سريع دون الالتفات إلى جودة المحتوى، وهذا ما يصل به في النهاية لأن يكون مجرد “تريند” يظهر سريعاً ويختفي سريعاً، حيث نرى يوميًا العديد من “التريندات” ولكن أعط لنفسك فرصة شهرًا واحد فقط ثم أنظر لهم، لن تجدهم، على سبيل المثال لا الحصر من يتذكر صاحب تريند “البطة شيماء” الذي كان ملء السمع والبصر، من يتذكر المطرب الفلاني الذي حقق ملايين المشاهدات على فيديو عديم المحتوى، بالتأكيد لا أحد يتذكرهم، هم فترات، تنتهي لأن ذاكرة العوام ثلاثة أيام.
عندما تبحث جيدًا بالتأكيد ستجد وسط هؤلاء الذين لا يهتمون بجودة المحتوى أن هناك من يهتم بالمحتوى الجيد حيث يبحث عن الكلمات الجيدة والألحان الجديدة والتوزيع المميز، وهؤلاء هم من يستحقوا الأضواء، وأن نشيد بجهودهم وندعمهم، وفي حوار خاص مع المطرب عبدالله رضا أبو زيد والشهير بـ عبدالله سولي وبالحديث عن أهمية العمل على إنشاء محتوى جيد يتمتع بمصداقية وبحث قال “عبدالله سولي”: “لم أهتم يوماً برقم المشاهدات الذي يظهر على ما أقدمه لكن كل ما أهتم به المحتوى الذي أقدمه وأسعى دائماً أن أضيف شيء جديد في كل مرة ومعلومات تهم المتابعين، وهذا بالتأكيد لم يكن ليتحقق دون وجود فريق عمل متكامل يعمل على تقديم ما يليق بالمتابعين الذين ينتظرون ما نقدمه من محتوى، حيث أن البداية ربما تستطيع أن تبدأ بها بمفردك، لكن الاستمرار بالتأكيد يحتاج إلى تكاتف فريق عمل كامل، حيث يقدم كلٌ منا ما يبرع فيه”.
أضاف، تقديم الفن الهادف في الوقت الحالي أصبح أمانة كبيرة، حيث أن كل حرف تقدمه ربما يؤثر في تشكيل وعي إنسان، أو تغيير أفكاره، أو التشكيك في قناعاته، لذا يجب أن يهتم كل مقدم محتوى بأن ينظر إلى تأثير ما يقدمه على المشاهد، هو تأثير إيجابي أم سلبي، هل ما يقدمه سينفع المشاهد، أم أنه يضيع وقته بمشاهدة هذا المحتوى، الأمر كبير ويحتاج إلى تمعن قبل البدء، حيث أننا سنحاسب عن كل ما قدمناه، ولا نستطيع الرجوع فيه بعد تقديمه.
كان عبدالله سولي قد طرح أغنية “أخويا واحشني” وهي من توزيع مصطفى حتحوت وهو من أفضل الموزعين داخل مصر وصاحب أعمال شهيرة، وأغنية “محبوب من الناس عشان بمبدأ” من توزيع يوسف أوشا، وأغنية أخرى توزيع فلسطيني ريمكس اسمها “إكس كيوز مي صاحبي أنا عمري ما كنت سلبي، وأغنية “هخلي كله شد انسحاب حبيبتي سامحيني” توزيع يوسف أوشا، وأغنية “ازاي قانون اللعبة” توزيع إسلام ميدو، وأغنية “لو أنت ناجح واخدها غش” توزيع كريسبو برودكشن، وأغنية “حتى قلبه حتى عقله” توزيع إيهاب بيبو، وغيرهم من الأغنيات التي اجتاحت سوق الأغنية المصرية، وجميعهم اهتم فيهم بالكلمات والألحان والتوزيع، حيث اختار ألحان جديدة تتناسب مع أذواق الشباب، واختتم “عبدالله سولي” حديثه قائلًا: “أنا أهتم بصنع ألحان جديدة، وليس استخدام ألحان منحوتة كما يفعل البعض”.