السؤال : لماذا سمية يوم عرفه بهذا الاسم ؟ دار الإفتاء تجيب
متابعة : احمد سمير
الجواب : سمي يوم عرفة بهذا الاسم: لوقوف الحجاج فيه على جبل عرفة، وجبل عرفات: هو جبل يقع شرق مكة المكرمة، ويحيط بجبل عرفة كلاً من منى والمزدلفة.
– وسمي الجبل بعرفات لأن آدم -عليه السلام- وحواء تلاقيا عليه وتعارفا، وقيل لتعرف العباد إلى الله بالعبادات هناك، وقيل: لأن جبريل -عليه الصلاة والسلام- أرى إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- المناسك أي: مواضع النسك في ذلك اليوم، فكان يقول له في كل موضع: أعرفت هذا؟ فيقول: نعم، وغير ذلك مما نص عليه الفقهاء في كتبهم.
قال الإمام بدر الدين العيني الحنفي في “نخب الأفكار” (8/ 376، ط/ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية): [ويسمى عرفات أيضًا؛ لأن آدم وحواء صلوات الله عليهما تلاقيا هناك وتعارفا].
وقال الشيخ نور الدين علي الملا -رحمه الله تعالى- في “مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح” (5/ 1799، ط/ دار الفكر): [قَالَ الرَّاغِبُ: سُمِّيَ بِذَلِكَ -جبل عرفات- لِتَعَرُّفِ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ بِالْعِبَادَاتِ هُنَاكَ، وَقِيلَ: لِلتَّعَارُفِ فِيهِ بَيْنَ آدَمَ وَحَوَّاءَ. وَقَالَ النَّوَوِيُّ: وَقِيلَ: لِأَنَّ جِبْرِيلَ – عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ – أَرَى إِبْرَاهِيمَ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – الْمَنَاسِكَ أَيْ: مَوَاضِعَ النُّسُكِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَكَانَ يَقُولُ لَهُ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ: أَعَرَفْتَ هَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، وَقِيلَ: هُوَ يَوْمُ اصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفَ أَهْلُ الْحَجِّ، وَقِيلَ: يُعَرِّفُهُمُ اللَّهُ – تَعَالَى – يَوْمَئِذٍ بِالْمَغْفِرَةِ، وَالْكَرَامَةِ، أَيْ: يُطَيِّبُهُمْ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ – تَعَالَى: {عَرَّفَهَا لَهُمْ} [محمد: 6] أَيْ: طَيَّبَهَا، وَنُقِلَ عَنِ ابْنِ الْحَاجِبِ أَنَّهُ قَالَ فِي غَرِيبِ ” الْمُوَطَّأِ ” لَهُ: سُمِّيَتْ عَرَفَةَ: لِخُضُوعِ النَّاسِ وَاعْتِرَافِهِمْ بِذُنُوبِهِمْ، وَقِيلَ: لِصَبْرِهِمْ عَلَى الْقِيَامِ، وَالدُّعَاءِ؛ لِأَنَّ الْعَارِفَ يَصْبِرُ اهـ. إِذْ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ قَدْرَ شَيْءٍ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى مَشَقَّتِهِ]، والله أعلم