مجرد كلمة
بقلم/ حمادة الجندي
الكلمة أمانة ، بها نتزوج ، وبها يمكن أن نفترق ، الكلمة إيمان و ربما توردصاحبها للكفر و الهلاك .
وقديماً قالوا ” تكلم تُعرٓف ” وقال الإمام على كرم الله وجهه “تكلم حتى أراك” ، ولايزال المرء في هيبة الصمت حتى يتكلم ، فربما يتكلم هزلا فيذهب وقاره و يقل في عين سامعيه احتراما ، أو ربما يحافظ على هيبته و فيزداد وقارا وإجلالا .
و من الفطنة أن يستمع المرء أكثر مما يتحدث ، فالإفراط في القول يورث الزلل و من كثر حديثه كثر لغطه و خطأه ، و كما قيل خير المقال ما قل ودل ، و كم من كلمةٍ خرّبت بيوتا و أقامت حروبا و هدّٓمت أوطانا، فالعلم أصله كلمة ، إن صلُح ، أنار الكون و نشر المعارف و غير حياة المجتمع للأفضل ، وإن فسد العلم ، أفسد كل شيء .
فالقضاء كلمة ، إما عدلا فتنصر المظلوم و تحفظ الحقوق و تحمي المجتمع ، وإن كانت زورا و بهتانا ، أضاعت الحقوق و أزهقت الأرواح دون جريرة و نشرت الفواحش و أهلكت المجتمع و أوصلت الأفراد إلى الهمجية لأخذ حقوقهم بأنفسهم .
الكلمة فنٌ و بيان ، أو ربما تهور و جنون ، و الشائعات غالبا ما تبدأ بكلمة ، يتناولها البعض فلا تنتقل كما هي ، بل يٌعاد صياغتها مرات عدة ، فتزيد و تتضاعف و تنتشر كالنار في الهشيم لتقضي على الأخضر واليابس.