كتب :حاتم الورداني علام
اختتمت فعاليات الأسبوع الدعوي بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بمحافظة القاهرة ، بعنوان: “آداب الجنائز وحقوقها”، حاضر فيه الدكتور عبد المنعم سلطان عميد كلية الحقوق بالمنوفية، والدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، وقدم له الأستاذ السيد صالح المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ محمود الخشت قارئًا، والمبتهل الشيخ شريف خليف مبتهلًا، وبحضور الدكتور محمود خليل وكيل مديرية اوقاف القاهرة، والدكتور منتصف عبد المهيمن مدير الإدارات الفرعية، والشيخ أحمد محمود محمد مدير إدارة وسط القاهرة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته أكد أ.د عبد المنعم سلطان أن تذكر الموت يُزهِّد في الدنيا، ويُحفز على العمل الصالح، وعلى التوبة من الذنوب، والتخلص من مظالم العباد، وإعطاء الناس حقوقهم، مبينًا أن من آداب الجنائز استحباب تلقين المحتضر لقوله (صلى الله عليه وسلم): “لَقِّنُوا موتاكم “لا إلهَ إلا الله”، ولقوله (صلى الله عليه وسلم): “مَنْ كان آخرَ كلامه: (لا إلهَ إلا الله) دَخَلَ الجنة”، وأنه يجب الإِسراع بتجهيز الميت، وتطهيره، وتنظيفه، وتطييبه، وتكفينه في الثياب البيض،
وأن من الآداب حضور الصلاة على المسلم، وتشييعُ جنازته إلى قبره، بسكينة وأدب، وأن على كل مسلم أن يتفكر في هذا المصير.
وفي كلمته أكد أ.د عبد الله النجار أن الموت من أهم الحقائق فالإنسان يدرك جيدًا أنه يولد ويعيش لكنه لا يدرك أنه مفارق للحياة؛ لأنه مجبول على مدافعة الموت، والإقبال على الحياة قال (سبحانه): “أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ”، وقال (سبحانه): “كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ”، وأن التشريع الإسلامي ينهى عن الإسراف والتفريط في كل شيء حتى في المشاعر، والأحاسيس، فيأمر بالاعتدال والتوسط في كل شيء حتى في حال نزول الموت ففي الحديث أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دخل على ابنه إبراهيم وهو يجُود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنتَ يا رسول الله؟ فقال:” يا بنَ عوف، إنها رحمة، ثم أتبَعَهَا بأخرى فقال: إن العين لَتدمَعُ، وإن القلب لَيحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنَّا لفِراقِكَ يا إبراهيم لمحزونون”، موضحًا أنه لا حرج أن يُنَفِّس الإنسان عن حزنه بالبكاء، وأن من الآداب التي يجب أن يتحلى بها المسلم بالنسبة للجنازة أن يأخذ العبرة والعظة من الموت وأن يلتزم الصبر، ويؤدي ما أمر الشرع به، وينتهي عما نهى الشرع عنه، مختتمًا حديثه بأن أهم أدب يجب أن يتحلى به المسلم عند الجنازة هو أن يتذكر أنه سائر إلى الموت مهما طال الزمن، لقوله (سبحانه): “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وإنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يومَ القِيامَةِ فمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النارِ وأُدْخِلَ الجَنَّةَ فقدْ فازَ وما الحَيَاةُ الدُّنْيَا إلاَّ متَاعُ الغُرُورِ”.