كتب : محمد أبو ذكري
مشاعر متبلدة بين انفطار قلب وأخرى متحجرة بل أشد قسوة من الحجارة، فى زمن كل شيء فيه جائز أن نراه ونسمع عنه من مشاهد مفجعة وقلوب قاسية وضمائر غائبة، وجحود يزداد يوما بعد يوم، نكشف الستار عن شيء مقيت يخالف الطبيعة الإنسانية للبشر من الإقدام على فعل جريمة “عظيمة الشأن” قد حذرنا الله تعالى والنهي عنها عقوق الوالدين وقطع الأرحام ..
فـي هذا المقام يجب بنا الإشارة : إلـى أن العقوق مشتق من العق وهو القطع، لذا فإن العقوق يطلق على مخالفة الأبناء للوالدين وهو أمر محرم ..
اعتبروه قطعة من أثاث المنزل وحبسوه بالقوة
تعود أصل الواقعة إلى محافظة الغربية أحداثها إذ أن فتاة بتحريض صريح من والدتها تعاونوا معًا على فعل ارتكاب جريمة نكراء طمعًا فى المال حيث قد قاموا بالاعتداء على الأب الطاعن بالسن واحتجازه داخل غرفة بدروم غير آدمية وإجباره على المعيشة فيه بالقوة تعاملوا معه كأنه قطعة أثاث موجودة بالمنزل يحركونها كيفما يشاؤون كل هذا طمعا فى ثروته ..
الجيران يكشفون الحقيقة
يروى أحد الجيران أن القصة قد وقعت بقرية دلبشان التابعة ل محافظة الغربية أن فتاة تعاونت مع والدتها على معاملة والدها المسن أسوأ معاملة والاعتداء عليه واحتجازه داخل بدروم مهجور لا يصلح أبدًا للمعيشة الإنسانية مستغلتين حالته النفسية السيئة إثر تعرضه لصدمة نتيجة فقدان 3 من أبنائه وكبر سنه وأنهن كن يخفن من حرمانه لهما من إعطائهم شيء من أمواله نتيجة معاملتهم القاسية له وتصرفهم معه ..
وأضاف بعض شهود العيان من الجيران أنهم استولتا بالفعل على أموال وممتلكات المجنى عليه وهو زوج أحداهن ووالد الأخرى، وأنهم قاموا بمحاولات عديدة من نهى السيدة عن ذلك الفعل المشين تجاه زوجها واستمالة الابنة بالعطف على والدها وإقناعهم بإطلاق سراحه وإكرامه ورعايته إلا أنهن يرفضن الاستجابة لكلام الجيران فقد كان طمعهم فى ثروته من أموال وممتلكات له وأرض زراعية كان يعميهم فقد أصيبوا بلعنة المال وطمع الدنيا ..
التضامن الاجتماعى تنقذ رجل مسن
فور ورود بلاغ إلى وزارة التضامن الاجتماعى يفيد بوجود حالة لرجل مسن وبالتنسيق مع محافظة الغربية من أجل التدخل ل إنقاذ الأب من حبسه المغلوب على أمره ومحاسبة المسئولين حيث وردت شكوى لفريق التدخل السريع ولجنة مواطن بلا مأوى استغاثة بوجود رجل تحتجزه زوجته بمساعدة ابنتها حالته الصحية يرثى لها وفى تدهور مستمر مع رفض الجناة المتسببين فى ذلك من الاستمالة لأى نصيحة حتى قام الجيران بالقيام بعمل بلاغ ضدهم ..
جديرًا بالذكر: أنه قد تم التواصل مع المحاسب السيد السويفي مدير دار المصطفى لرعاية المسنين وعلى الفور تم إيداع الحالة وتقديم العلاج اللازم له..
النيابة العامة تحقق بالقضية
قامت الجهات المعنية بالتوجه إلى مكان البلاغ وتولت النيابة العامة التحقيقات، وكشف الملابسات الكاملة للواقعة حيث قد تبين أن زوجة قامت بحبس زوجها عاونها بالاشتراك ابنتها احتجازه والاعتداء عليه وإخضاعه بالمثول داخل غرفة بدورم مهجور غير آدمية كما أفاد التقرير الطبي أن حالته مزرية يعانى من ضعف شديد نتيجة عدم الاهتمام به خاصة وأنه كان تحت تأثير صدمة نفسية كانت تحتاج إلى رعاية كما تم حبس المتهمتين 4 أيام على ذمة التحقيق وطلب الاستماع لشهادة الجيران وشهود العيان ..
ومازال الجحود مستمر
بعد أن تم القبض على الجناة ونجاة المجنى عليه من قبضتهم والفرار من بطش معاملتهم لم يلق الأب الجريح والزوج المصدوم معاملة طيبة من أقاربه واسرته فلقد تركه أخيه وحيدًا داخل سرايا المحكمة واختفى وتخلى عنه ولم يبقى معه سوى ابنة إخته فقط من أهله وبعض الجيران إلى أن تم إعادته مرة اخرى الى دار المصطفى للرعاية .