لافروف : “امتلاك أسلحة نووية هو الرد الوحيد على بعض التهديدات الخارجية الخطرة لأمن بلدنا”
كتب حاتم الورداني علام
ذكرت وكالة الإعلام الروسية للأنباء اليوم السبت أن الرئيس فلاديمير بوتين اجتمع مع كبار قادة الجيش في مقر العملية الروسية في أوكرانيا في مدينة روستوف في جنوب روسيا.
ولم تحدد الوكالة، نقلاً عن بيان للكرملين، سبباً للاجتماع.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة إن امتلاك روسيا أسلحة نووية هو الرد الوحيد على تهديدات أمنية.
وذكرت وكالة “تاس” للأنباء نقلاً عن لافروف “امتلاك أسلحة نووية اليوم هو الرد الممكن الوحيد على بعض التهديدات الخارجية الخطرة لأمن بلدنا”.
وأضاف وزير الخارجية الروسي “في الواقع قيل الكثير عن دور الأسلحة النووية في السياسة الخارجية لروسيا أخيراً. اسمحوا لي أن أذكركم بأن شروط استخدامها المحتمل من جانبنا منصوص عليها في العقيدة الروسية. ومن المهم أن نفهم أن سياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي ذات طبيعة دفاعية حصرية”.
وأكد أن “الحفاظ على إمكانات القوات النووية عند الحد الأدنى الضروري يهدف إلى ضمان حماية سيادة الدولة وسلامة أراضيها، ومنع العدوان على روسيا وحلفائها”.
وأضاف وزير الخارجية “في سياق الردع فإن امتلاك أسلحة نووية هو الرد الوحيد حالياً على بعض التهديدات الخارجية المهمة لأمن بلادنا”.
وأشار لافروف إلى أن تطورات الوضع حول أوكرانيا أكدت صحة مخاوف روسيا في هذا المجال. وذكر أيضاً أن روسيا ملتزمة تماماً مبدأ عدم جواز الحرب النووية، وتنطلق من حقيقة أنه لا يوجد منتصرون في مثل هذا الصراع.
نصف مليون قتيل وجريح
نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الجمعة عن مسؤولين أميركيين لم تكشف عن هوياتهم القول إن عدد القتلى والجرحى من القوات الأوكرانية والروسية منذ بدء الحرب في أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 يقترب من 500 ألف.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين حذروا من أنه ما زال من الصعب تقدير عدد الضحايا، لأن موسكو دأبت غالباً على تقليص عدد القتلى والجرحى في الحرب، ولم تكشف كييف عن الأرقام الرسمية.
وذكرت الصحيفة أن الخسائر في صفوف الجيش الروسي تقترب من 300 ألف بينهم نحو 120 ألف قتيل وما بين 170 ألفاً و180 ألف مصاب.
وأضافت أن عدد القتلى في الجانب الأوكراني يقترب من 70 ألفاً، أما عدد المصابين فيتراوح ما بين 100 ألف و120 ألفاً.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن المسؤولين قولهم إن عدد الضحايا ارتفع بعد أن أطلقت أوكرانيا هجوماً مضاداً في وقت سابق من هذا العام.
وقال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تعليق على تقرير “نيويورك تايمز” إن هيئة الأركان العامة هي الجهة الوحيدة التي يمكنها الإفصاح عن هذه الأرقام.
وأضاف في بث مباشر على قناة الصحافية يوليا لاتينينا على “يوتيوب” الجمعة “نتبع نهجاً يكون فيه لهيئة الأركان وحدها الحق في إعلان أعداد الجرحى والمعاقين ومن فقدوا أطرافاً، وبالطبع عدد الذين لقوا حتفهم في هذه الحرب”.
وأعلن الجيش الأوكراني الخميس تحقيق مكاسب في هجومه المضاد ضد القوات الروسية على الجبهة الجنوبية الشرقية. وقالت كييف إن قواتها حررت قرية، في أول نجاح من نوعه منذ 27 يوليو (تموز)، مما يعكس حجم التحدي الذي تواجهه القوات في التقدم عبر خطوط دفاعية روسية كثيفة الألغام من دون دعم جوي قوي.
أعلنت روسيا الجمعة فرض عقوبات على مدعي المحكمة الجنائية الدولية كريم خان الذي أصدر منتصف مارس (آذار) مذكرة توقيف في حق الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك على وزراء وصحافيين بريطانيين.
وعزت وزارة الخارجية الروسية في بيان هذه العقوبات الجديدة إلى “الدعم العسكري الراسخ (الذي توفره) لندن” لأوكرانيا، و”التنفيذ العدواني (…) لسياسة عدائية مناهضة لروسيا”، بعد عام ونصف العام من النزاع في أوكرانيا.
في المجموع، أضيف 54 شخصاً إلى قائمة العقوبات الروسية التي تستهدف البريطانيين، بحسب المصدر نفسه.
وتستهدف موسكو كريم خان منذ أصدر منتصف مارس مذكرة توقيف في حق بوتين، متهماً الرئيس الروسي بارتكاب جريمة حرب “للترحيل غير القانوني” لآلاف الأطفال الأوكرانيين في سياق النزاع بين موسكو وكييف، الأمر الذي نفته روسيا بشدة.
ومنتصف مايو (أيار) أدرجت وزارة الداخلية الروسية خان على قائمة الأشخاص الملاحقين في روسيا.
وبين الأفراد الآخرين الذين شملتهم هذه العقوبات “وزيرة الدولة البريطانية للثقافة ووسائل الإعلام والرياضة لوسي فرايزر التي تمارس ضغطاً شديداً لعزل روسيا على الساحة الرياضية الدولية، ونائبة وزير الدفاع البريطاني أنابيل غولدي المسؤولة عن تسليم الأسلحة لأوكرانيا”، بحسب البيان.
واستهدفت العقوبات أيضاً صحافيين بريطانيين في “بي بي سي” وصحيفتي “الغارديان” و”دايلي تلغراف”، تتهمهم موسكو بـ”الضلوع في نشر معلومات خاطئة” عن روسيا و”دعم أنشطة الإعلام والدعاية” لكييف.
ولندن هي من أبرز الداعمين الماليين والعسكريين لكييف منذ اندلاع النزاع في أوكرانيا في فبراير 2022.