العنوان….متروك للقارئ
بقلم/ حمادة الجندي
يحن الكثير في يومنا هذا إلى عصر ما قبل انتشار الفضائيات و و وسائل التواصل الاجتماعي كما يطلق عليها ، حيث أغلب المصريين يجلسون أمام التلفاز ليشاهدوا إحدى قناتيه الأولى أو الثانية في جو أسري يسوده الدفء و الوئام ينتظرون مسلسل الساعة السابعة مساء يوميا تحت سقف واحد و دون حاجة للريموت كنترول يكفيهم ذلك التلفاز الذي أحيانا يقطع أما صوته أو صورته فيركله أحدهم أو يرميه بحذائه ليعمل دون الحاجة للقيام بشكل فكاهي يضفي على العائلة جواً من الضحك والمرح ، فلا يصرخ طفلا لطلب قناة الكرتون و لا يستأثر شاباً بالتلفاز لمشاهدة المباراة و لا فتاة لمشاهدة فيلماً ، جميعهم يتشاركون في مشاهدة شيء واحد في وقت واحد ، حتى ينتهي وقت البث إيذاناً بالنوم ، وقلما يسهر أحد حتى ينقطع البث . المناخ اجتماعي بامتياز ، حتى أن المحتوى كان على قدر من المسئولية فبين البرامج التعليمية و عالم الحيوان و جولة الكاميرا أو حتى عالم البحار ولا ينبغي أن ننسي البرامج العلمية والثقافية الأخرى كالعلم والايمان وخواطر الشيخ الشعراوي التى ينتظرها الجميع أسبوعيا ، و كان الفيلم العربي له مذاقاً خاص عصر كل خميس .
أما الآن فنحن نعيش تلوثاً بصريا و سمعياً و هو من أشد أنواع التلوث لأنه تسبب في إفساد الذوق العام ، فأصبح يقدم نماذج شاذة عن مجتمعنا وبمرور الوقت اعتادت أسماعنا وأبصارنا على ذلك التلوث السمعي و البصري فأصبحنا لا نرى إلا هو فأسميناه فناً ظلما و عدوانا ، فأصبح السباب و فاحش القول جزءا من التراث الفني الحديث وله جمهور يدافع عنه وبرامج تليفزيونية تلمع هؤلاء المحتالين على عقولنا وتلقبهم بصفوة المجتمع وساعدهم في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي حيث انتشروا في المجتمع انتشار النار في الهشيم حتى صاروا مثل السرطان الذى يتملك جسد المريض فلا يجد فكاكاً منه.