مقال

في عيد المعلم … تحية حب و وفاء لمن علمونا

البوابة اليوم

بقلم /حمادة الجندي

لا يستطيع أحد ، كائنا من كان ، أن ينكر فضل معلميه عليه ، فالمعلم حقا هو الامتداد الطبيعي للأب ، بل أحيانا قد يتخطى دور الأب ، فإذا كان الأب يرى في ولده الأمل الأخير لتحقيق ما قد عجز عن تحقيقه لأية سبب من الأسباب ، فهو حينئذ يلبي رغبة داخلية ، يحتاج لإشباع طموحه القديم بها.

ولكن المعلم الذي يربي أجيالا متتابعة لايقف بطموحه عند حد معين ، فهو عطاء لا ينفد ، يرى في عمله رسالة سامية ، يسمو فوق المنفعة المادية و إن نالها فلا حرج، فهذا أبسط حق من حقوقه التي لن يستطيع المجتمع أن يوفيه إياها ، و إلا فكيف يعيش ويربي أبناءه أسوة بباقي طوائف الشعب .

المعلم الحقيقي هو الذي يسعد لسعادة طلابه و وصولهم لأعلى المراتب العلمية و الحياتية، يكفيه كلمة شكر من أحد تلامذته الذي ربما قد وضع له بصمات في حياته ولكنه لعوامل السن والزمن وتتابع الأجيال ربما لا يذكر تلك البصمات ولا الشخص نفسه لأن عطاؤه ذلك بالنسبة له شيء يومي و بديهي يؤدي دوره بإخلاص متحملاً الأمانة التى أوكلها الله تعالى له دون تأفف و ضجر رغم ما يعانيه من ضغوطات الحياة و مشاكل العمل و أحيانا إساءة المجتمع له إعلاميا و حتى على المستوى الشعبي ، فهو يلقى كل هذا خلف ظهره ليعطي أفضل ما عنده ليقدم لنا طبيبا ناجحا ، و مهندسا مبدعا ، وقاض عادل، و معلما شجاعا يحمل الراية ليكمل المشوار الذي بدأه معلمه ، فسلاما لمن أدبونا وعلمونا ، تحية تقدير و احترام لأبي الثاني وهو معلمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى