وزير التعليم العالي يبحث آليات دعم التعاون العلمي مع الصين
أيمن عاشور يؤكد أهمية التعاون المصري الصيني لدعم مجال التعليم المهني والتكنولوجي
استقبل د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد/ لو تشون شنغ الوزير المفوض بالمكتب التعليمي والعلمي بسفارة جمهورية الصين الشعبية بالقاهرة، والوفد المرافق له؛ لبحث سبل دعم علاقات التعاون فى المجالات العلمية والبحثية والتكنولوجية بين مصر والصين، بحضور د. ياسر رفعت نائب الوزير لشئون البحث العلمي، د. محمد سمير حمزة القائم بعمل رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات، د. أحمد الصباغ مستشار الوزير للتعليم الفني والتكنولوجي، وذلك بمبنى التعليم الخاص بالتجمع الخامس.
وفى مستهل اللقاء، أكد الوزير على عمق العلاقات التاريخية بين مصر والصين، مشيرًا إلى أهمية تعزيز علاقات التعاون بين الجانبين، بما يدعم التفاهم والتكامل بين مصر والصين كشركاء إستراتيجيين؛ لتحقيق مبادئ الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي في مصر.
وأشار د. أيمن عاشور إلى أهمية تعزيز الشراكة في البرامج والمشروعات والأنشطة بين الجانبين، لاسيما في مجال التعليم الفني والتكنولوجي، والاستفادة من الخبرة الصينية في هذا المجال، لافتًا إلى أهمية دعم الشراكة وتبادل الخبرات بين الجامعات المصرية ونظيرتها الصينية، بما يحقق أولويات خطة التنمية المستدامة للدولة (رؤية مصر 2030).
واستعرض الوزير مجالات التعاون الناجحة بين مصر والصين خلال الفترة الماضية، ومنها دور “ورشة لوبان” في تعزيز التعاون في مجال التعليم المهني والتكنولوجي بين الجانبين، والتعاون مع كبرى الجامعات والكليات الصينية مثل كلية “تيانجين” الفنية المهنية للصناعة الخفيفة، وشركة “أفيك” الصينية؛ بهدف دعم برامج النقل وتصنيع السيارات بالجامعات التكنولوجية في مصر، والجامعة المصرية الصينية كنموذج للتعاون العلمي والتكنولوجي بين البلدين، والكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية بجامعة قناة السويس، وهى أولى كليات الجامعات المصرية في مجال التكنولوجيا التطبيقية.
وأشار د. عاشور إلى أن الجامعات التكنولوجية في مصر تقوم على الشراكة بين الصناعة والمجتمع الأكاديمي، وتعتمد الدراسة في تلك الجامعات على التدريب العملي الذي تصل نسبته إلى 60% من المحتوى الدراسي، و40% للتعليم الأكاديمي، مشيرًا إلى أن البرامج التعليمية بتلك الجامعات تهدف جميعها إلى خدمة الصناعة الوطنية، لافتًا إلى نموذج الشراكة الناجح بين جامعة بني سويف التكنولوجية وجامعة كوريا للتكنولوجيا والتعليم (KOREATECH) وشركة سامسونج.
وفي هذا الصدد، أوضح الوزير أهمية التعاون مع الحكومة الصينية لدعم مجال التعليم المهني والتكنولوجي في مصر لما له من أهمية كبيرة في منظومة التعليم العالي المصرية؛ لخدمة الصناعة، وتأهيل الطلاب لأسواق العمل المحلية والدولية.
ولفت وزير التعليم العالي إلى إطلاق الوزارة المُبادرة المصرية للمنح الدراسية والسياحة التعليمية، ومبادرة (EGYAID)؛ بهدف إعداد خريج متكامل الجدارات والمهارات، وقادرًا على الابتكار والمشاركة في ريادة الأعمال، بالإضافة إلى الحصول على أحدث البرامج ذات الطابع الدولي، والشهادات المزدوجة التي تمنح بالجامعات والمؤسسات التعليمية المصرية في العديد من البرامج المتميزة بالتعاون مع كبرى الجامعات العالمية المرموقة، بحيث يحصل الطلاب الوافدين على فرصة تعليمية متميزة في مصر وسط ثقافات مختلفة.
وخلال اللقاء، ناقش الجانبان إمكانية إنشاء معاهد كونفوشيوس إضافية بعدد من الجامعات المصرية، فضلًا عن مناقشة تعليم اللغة العربية للطلاب الصينيين الدارسين بالجامعات المصرية، وكذلك التعاون بين الجامعات المصرية والصينية في عدد من التخصصات الهامة كالتطبيقات التكنولوجية.
ومن جانبه، أكد الوزير المفوض بالمكتب التعليمي والعلمي بسفارة الصين على أن العلاقات المصرية الصينية تشهد نموًا وازدهارًا كبيرًا على كافة المستويات، وخاصة فى المجال العلمي والتكنولوجي، مشيرًا إلى أن السنوات الماضية شهدت مزيدًا من التخطيط وتبادل الخبرات بين الجانبين من خلال بروتوكولات التعاون، والزيارات المتبادلة، ومشاريع التعاون العلمي بين مصر والصين، ولاسيما معاهد كونفوشيوس والتي تعد رموزًا هامة للتعاون بين مصر والصين في الوقت الحاضر.
وأشاد تشون شنغ بما حققته الشراكة المصرية الصينية في مجالات التعليم العالي والعلوم والتكنولوجيا، مثمنًا النجاحات المتميزة التي حققتها منظومة التعليم العالي المصرية خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن عدد الطلاب المصريين الدارسين بالجامعات الصينية بلغ 2000 طالب منهم 1000 طالب حاصلين على منح دراسية من الحكومة الصينية، موضحًا أن مصر في مقدمة الدول الإفريقية التي يدرس طلابها بالجامعات الصينية، لافتًا إلى أن عدد الطلاب الصينيين الدارسين بمصر يبلغ 1000 طالب.
وطالب الوزير المفوض تشون شنغ بتجديد مذكرة التفاهم في التعاون العلمي والتكنولوجي والموقعة بين وزارة التكنولوجيا والعلوم الصينية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية عام 2016، موجهًا الدعوة للدكتور أيمن عاشور لحضور منتدى خاص بالعلوم البحرية بالصين خلال الفترة من 17-18 أكتوبر 2023، مشيرًا إلى تنظيم حفل استقبال اليوم الوطني الصيني 17 سبتمبر الجاري بمشاركة الطلاب المصريين والصينيين؛ لدعم التواصل والصداقة بين الجانبين.
وأشار د. ياسر رفعت نائب الوزير لشئون البحث العلمي إلى زيارته يونيو الماضي لووهان الصينية؛ للمشاركة فى اللجنة المصرية الصينية للتعاون في العلوم والتكنولوجيا، مشيدًا بنتائج الزيارة المثمرة، ومنها تجديد اتفاقية التعاون مع هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار في مجالات تهم الباحثين المصريين والصينيين، وكذا إنشاء مراكز تميز مصرية صينية على غرار المعمل المصرى الصينى المشترك للطاقة المتجددة بسوهاج والتابع لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، حيث يعد الأول من نوعه كمركز للبحوث والتطوير والابتكار فى مجال تصنيع الخلايا الكهروضوئية والألواح الشمسية وتطوير صناعة الطاقة الشمسية، فضلًا عن تفعيل المزيد من أوجه التعاون بين الجامعات التكنولوجية المصرية ونظيرتها الصينية، وكذا إنشاء مركزًا للتعاون بين الصين وإفريقيا للاقتصاد الأزرق والتغيرات المناخية، ومقره المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد بمصر؛ بهدف التعاون بين معهد علوم البحار بالصين واللجنة الحكومية لعلوم المحيطات الخاصة بإفريقيا والمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد المصري.
ولفت د. محمد سمير حمزة إلى مركز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها التابع للإدارة المركزية لشئون الطلاب الوافدين، مرحبًا باستضافة المركز للطلاب الصينيين الدارسين بمصر لتعليم اللغة العربية.
وأشار د. أحمد الصباغ إلى تنظيم أول حفل تخرج لطلاب الجامعات التكنولوجية الثلاث (القاهرة الجديدة – بني سويف – الدلتا) يوم 28 سبتمبر الجاري، وفي هذا الإطار وجه الوزير الدعوة للجانب الصيني لحضور الحفل.
شهد اللقاء من الجانب الصيني، السيد/ بان شياوهان سكرتير ثالث بالمكتب التعليمي بالسفارة، السيد/ يوان تشاو سكرتير ثالث بالمكتب الفني بالسفارة، السيدة/ كوي شيكي ملحق بالمكتب العلمي.