البوابة اليوم : سيد هارون
نسمع ونقرأ بين الحين والأخر ظهور “نصاب أو نصابة” لإستدراج ضحايا وسرقة أموال البسطاء بطريقة سلسة وسهلة، حيث أدى التطور التكنولوجي، وثورة المعلومات، والتقدم التقنى إلى أن يكون العالم قرية كونية واحدة، كما ساهمت العولمة بمختلف اتجاهاتها وأفكارها ونظرياتها، في ربط دول العالم فى إطار اقتصادى ومالى واحد.
وتسببت كل هذه العوامل والأسباب لوجود وخلق أرضًا خصبة لتطور أنماط جديدة من الجرائم والمجرمين، يستغلون ثمار التقدم العلمي، ويستفيدون من انهيار المصارف، واهتزاز الأسواق المالية، في بعض الأحيان، وينتهزون فرصة الخوف الطبيعى للأفراد من إيداع أموالهم فى المصارف خشية إفلاسها، وترددهم فى الاستثمار فى أسواق الأوراق المالية تجنباً لخسائر انهيارها.
“ولاء فريد” قامت باستخدام وسائل التواصل الأجتماعي ” الفيس بوك”، ونجحت في تغير جرائم النصب من الاحتيال على البسطاء لسلب أموالهم القليلة، وباستعمال مظاهر خادعة بسيطة، إلى الادعاء بامتلاك مشروعات وهمية تُدار من خلال مظاهر خارجية، حيث حرصت المتهمة ” ولاء فريد”، على إكسابها صورة المظهر المشروع بوجود وثائق ومقار وإعلانات وغيرها من الأمور التى تُكسِب الثقة، وبالاحتيال والنصب.
وبعد ” مستريح أسوان” أو ما أطلق عليه ” مصطفى البنك”، والمسجل خطروغيره الكثير، حيث لم تقتصر ظاهرة المستريح على الرجال فقط، إذ شهدت محافظة الفيوم مؤخرًا ظهور ” مستريحة” جديدة عبر وسائل التواصل الأجتماعي، “الفيس بوك”، عن طريق إدارة صفحة للأكل البيتي الجاهز وبيعه للضحايا عن طريق طلبات عبر صفحتها، حتى نجحت في التقرب منهم واستعملت حيلها ونصبت شباكها العنكبوتية حولهم حتى أسقطت العديد من الضحايا في هذه الشباك، حيث أن كل ضحاياها من النساء.
وأكد المستشار أحمد ربيع محام عدد من ضحايا ولاء، أن كل ضحايا ولاء من المجني عليهن واللاتي قمن بتوكيله في الدفاع عنهن في هذه الواقعة أن كلهن نساء، حيث كانت ولاء تدير صفحة على موقع التواصل الأجتماعي فيس بوك لعمل وبيع الأكل البيتي الجاهز، مضيفًا أنه من خلال هذه الصفحة أستطاعت في التقرب من المجني عليهن وتكوين روابط صداقة معهن ومحاولة اقناعهن في أقناع غيرهن من أصدقائهن وأقربائهن، وذلك للحصول على أكبر قدر ممكن من الأموال.
وأشار ربيع إلى أن نيابة بندر الفيوم نجحت في ضبط وأحضار ” مستريحة الفيس بوك”، المتهمة ولاء فريد وأمرت بحبسها على ذمة التحقيقات، وذلك بعد أن تقدم عشرات من المواطنين ببلاغات نصب وأحتيال ضدها.
وأضاف ربيع أنه تم تحرير محضر رقم 5701 لسنة 2023 إداري قسم أول الفيوم، وكذلك المحضر رقم 612 لسنة 2023 إداري قسم أول الفيوم، مؤكدًا ان التحريات التي أجرتها مباحث الفيوم بناءًا على طلب النيابة العامة أكدت صحة هذه الواقعة، وأن النيابة مستمرة في التحقيقات مع المجني عليهم من ضحايا ” مستريحة الفيس بوك”، المتمة ” ولاء فريد”.
وبعد المقابلة مع بعض المجني عليهن أكدن أن المتهمة ” ولاء فريد”، أستطاعت في جمع الأموال منهم بعد أن قامت بوهمهن بأنها تدير مشروع مربح ” توكيل لحوم مجمدة”، وأنها تقوم بتوزيع المجمدات عل المطاعم، والمجمعات الأستهلاكية في محافظة الفيوم، كما أنها تقوم بجمع جمعيات من المواطنين وأن قيمة السهم فيها يبدأ من حوالي 3 ألاف جنيه، وأن هناك جمعيات يصل فيها قيمة السهم الواحد لـ5ألاف جنيه، حيث يتم قبض قيمة الجمعية مرة كل شهر لكل مساهم فيها حيث يصل أجمالي قيمتها نحو 100ألف جنيه، وقامت في النهاية بالأستيلاء على كل هذه المبالغ منهن ومن باقي المساهمين والضحايا حيث بلغت قيمة ما جمعتها من أموال ما يقارب الـ5 مليون جنيه مصري.
واضاف المجني عليهن أن المتهمة ولاء ” مستريحة الفيس بوك”، أستعانت ببعض من ذويها وعائلتها في إتمام عمليات النصب عليهن والأستيلاء على أموالهن، مضيفين أن زوجها عصام، وأخيها أحمد وأختها ندى، كانوا من ضمن من كانوا يتعاملوا معهن بأسم ” ولاء، وبأوامر منها.
مفهوم عمليات النصب والاحتيال
لا يوجد هناك تعريف محدد خاص بهذا النوع من الجرائم، حيث تعددت التعريفات الخاصة بعمليات “النصب والاحتيال”، وفقًا لتعدد الدراسات والتخصصات التي تتناولها، فقد يختلف مفهوم النصب والاحتيال طبقًا للمنظور القانوني عنه وفقًا للمنظور الاجتماعي أو النفسي، كما قد يختلف وفقًا للمنظور البيئي أو الإيكولوجي، وجميعها مداخل مختلفة لتعريف “النصب والاحتيال”، ويمكن تعريف النصب بأنه “الاستيلاء على مال منقول مملوك للغير، وكان ذلك باستعمال طرق احتيالية من شأنها إيهام الناس بوجود مشروع كاذب أو واقعة مزورة، أو إحداث الأمل بحصول ربح وهمي، أو التصرف في مال ثابت أو منقول ليس ملكاً له، وإما باتخاذ اسم كاذب أو صفة غير صحيحة.”
كما يوجد أيضًأ مفهموم وتعريف أخر حيث أن “الاحتيال فهو “سلوك يرمي إلى استحواذ على ممتلك من خلال الادعاء الزائف التقمص، المقصود الذي يمارسه المدعى أمام فريسته لكي يستحوذ على مال أو ممتلك ليوقعها في شبكته التى حاكها لها لتصبح فيما بعد ضحيته”.
وأيدت بعد الدراسات التي أجريت تعريف النصب والأحتيال بأنه”كل فعل يباشره الجاني بنفسه أو بغيره، ويتوصل من خلاله إلى تسليم مال منقول مملوك للغير بدون وجه حق، باستعمال الجاني وسائل الخداع التي نص عليها القانون والتي يقع المجنى عليه نتيجتها في الغلط الدافع للتسليم”.
واستقر رأي الفقه والقضاء، على تعريفه بأنه “خداع المجني عليه وتضليله بحيث يقع في الخلط فيقدم تحت تأثيره ماله إلى الجاني”.
كما تنص المادة رقم “336”، من قانون العقوبات على “يعاقب بالحبس كل من توصل إلى الاستيلاء على نقود أو عروض أو سندات دين أو سندات مخالصة أو أي متاع منقول وكان ذلك بالاحتيال لسلب كل ثروة الغير أو بعضها إما باستعمال طرق احتيالية من شأنها إيهام الناس بوجود مشروع كاذب أو واقعة مزورة أو إحداث الأمل بحصول ربح وهمي أو تسديد المبلغ الذي أخذ بطريق الاحتيال أو إيهامهم بوجود سند دين غير صحيح أو سند مخالصة مزور، وإما بالتصرف في مال ثابت أو منقول ليس ملكًا له ولا له حق التصرف فيه، وإما باتخاذ اسم كاذب أو صفة غير صحيحة”، أما من شرع فى النصب ولم يتممه فيعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن سنة ويجوز جعل الجاني في حالة العود تحت ملاحظة البوليس مدة سنة على الأقل وسنتين على الأكثر.
وأكدت الأجهزة الأمنية في تقاريرها عن حالات النصب والاحتيال من “المستريحين” الذين تم القبض عليهم أنهم استخدموا حيل الذكاء والدهاء ومعرفتهم بظروف الضحايا ودراستهم بالمداخل التي يستطيعوا من خلالها الاحتيال عليهم وإيهامهم بالمكسب السريع واستخدموا في ذلك وثائق ومظاهر تؤكد كذبهم مثل الاستعانة بأشخاص آخرين يستخدمون نفس الحيل أو يؤكدون ادعاءاتهم بما تحصلوا عليه من أرباح نظير استثمار أموالهم، أو عقود لإيجار محلات أو شركات لبث الثقة في الضحايا بأن المشروع المزعوم قائم ومكانه موجود، هذا بجانب طمأنة الضحايا بدفع الأرباح ذات العائد المغري بشكل منتظم لمدة تتراوح ما بين شهر وحتى 6 أشهر لجذب المزيد من الضحايا وتجميع ثروة أكبر من الأموال.
