بقلم / حمادة الجندي
لقد سطر أهل غزة من جديد ملحمة تاريخية تضاف لسجل البطولات العربية في العصر الحديث ، فقد ذكروا أعداءهم وأعداء العرب أننا مهما حاولوا أن يضعوا أمامنا العقبات و أن يحيكوا لنا المؤامرات كي يضعفوا من عزيمتنا فلن يجدوا منا غير سنة قليلة من النوم و استراحة محارب ، ولكن خلف تلك الاستراحة عليهم أن يواجهوا منا عقيدة لا تتزعزع ، وإرادة حرة ينكسر على جنباتها المستحيل .
فها هو شعب شبه أعزل إلا من حطام صواريخ عدوهم الذي أعادوا بناءه و جعلوا منه وبالا عليهم ، فقد طوروا و صنعوا أسلحتهم للدفاع عن حقوقهم المشروعة دون حاجة من أحد ، هنيئا لأطفال حجارة الأمس الذين وقفوا أمام أحدث الدبابات و أكثرها فتكا و لم يهابوا الموت ، و هم اليوم قد خرجوا بامكانياتهم الزهيدة البسيطة ليلقوا الرعب في نفوس أعداءهم يقتلوا و يأسروا و يستشهدوا إن لزم الأمر ببسالة المؤمن الواثق بموعود الله ، إنهم القوم الجبارين حقا الذين ذكرهم الله في قرآنه ، و إلا فكيف لشاب صغير لم يحصل على كلية عسكرية أو شهادة حربية أن يستطيع أسر جنديين مدربين بل و يقتادهما أمامه على دراجته النارية بعزة المنتصر ، صورة قد زلزلت كيان العدو ، و أفقدته توازنه ، كيف يتسلل هؤلاء الشباب ببنادقهم البسيطة قاعدة عسكرية و يستولوا عليها و يسقطوا أعدائهم كالعصافير من فوق دباباتهم و مدرعاتهم و داخل حصونهم المنيعة ، بل لم يكتفوا بذلك فقد وثقوا ذلك بالصوت والصورة كي يرسلوا رسالة واضحة لمن خلفهم قائلين لهم :,احذروا …فرجال غزة قادمون
