يروج دوما المجتمع العبري انه مجتمع متماسك وقوي وانه يعيش حالة من الرفاهية الإنسانية وأن المواطنين بداخله سواء وانه يمثل جنة الإنسانية علي الأرض ولكن المتابع بدقه للوضع داخل المجتمع العبري يجد الصوره مختلفة عن المزاعم التي يروجها الإعلام في المجتمع العبري . ولفهم ذلك نستعرض تكوين المجتمع العبري كالأتي
الموقع جغرافيا
تحتل اسرائيل موقعا متوسطا بين قارات العلم الثالث القديم << اوروبا . افريقيا . اسيا >> و تشرف بشواطئها علي الساحل الشرقي للبحر المتوسط ،و تقع اسرائيل فلكيا بين دائرتي عرض <29.3 ـ 33.15 > شمالا و بين خطي طول < 34.15 ـ 35.4 > شرقا و تحتل موقعا متوسطا بين المشرق و المغرب العربي .
اما من حيث المساحة تبلغ مساحة اسرائيل حوالي 20.270 الف كم مربع بدون القدس و الضفة الغربية و قطاع غزة و هضبة الجولان السورية .
في حين تبلغ مساحة القدس بوضعها الحالي 126 كم مربع و الضفة الغربية 5858 كم مربع و قطاع غزة 364 كم مربع و هضبة الجولان السورية 1176 كم مربع .
نأتي للنقطة الاهم وهي التحليل الديموجرافي في اسرائيل
اولا :من حيث العرق
اـ اوروبي ــــ امريكي المولود << الاشكنازيم >> 30.5%من تعداد اليهود
ب ــ اسرائيلي المولود << الصابرا >> 20.1 %من تعداد اليهود
ج ــ افريقي المولود <<الفلاشا>> 13.7 % من تعداد اليهود
د ــ السفارديم و الاسيويين 35.7 % من تعداد اليهود
2 – العرب
ا ــ مسلمين حوالي 76 % من تعداد السكان العرب
ب ــ المسيحيين حوالي 17 % من تعداد السكان العرب
ج ــ البدو حوالي 7 % من تعداد السكان العرب
3 ــ الدروز 1.4 %
4ــ عرقيات اخري 3.5 %
ثانيا: من حيث التقسيم الطائفي
1 ــ يهود 75.4 %
2 ـ مسلمين 17.2% منهم 3% دروز شركس
3ـ مسيحيين 3 %
4ـ طوائف اخري 4.3 % الشركس ـ القراءون ـ الساموريون
و الغريب ان المجتمع الاسرائيلي لا يشهد فتن طائفية معلنه علي الرغم من ذلك التنوع والاختلاف الشديد في حين انه في دول الوطن العربي فقط تحدث الفتن الطائفية و العرقية ولا تسأل عن السبب!!!..
و ينقسم اليهود الي فئتين رئيسيين الاولي اليهود المتدينون بتجاهتهم المتعددة الارثوذكسية ــالاصلاحية ــ المحاففظة و الثانية اليهود العلمانيون و طبعا لكل فئة خصائصها و سماتها بتتميز بيها وهنا هنكتشف ان سياسات اسرائيل لمواجهة الخطر الديموجرافي مفاضل بين اتجاههين وهما اتجاه الطرح الجغرافي : يدعو للسيطره علي كافة الاراضي الفلسطينية و العمل علي زيادة الهجرة و تبني سياسة الترانسفير لتحقيق التوازن الديموجرافي مع العرب و يتبني هذا الاتجاه اليمين الاسرائيلي المتطرف
اما الاتجاه الطرح الديموجرافي : و يعطي اولوية للحفاظ علي السيادة للشعب اليهودي و يهودية الدولة وان كان ذلك علي حساب حلم << اسرائيل الكبري >>
ونتيجة لارتفاع التكلفة السياسية و المادية و الامنية للطرح الجغرافي اتجهت اسرائيل منذ بداية القرن الحالي اعتبارا من بداية حكم شارون لتبني الطرح الديموجرافي و ذلك بتنفيذ خطة فك الارتباط او الانفصال الاحادي الجانب عن قطاع غزه بالتوازي مع البدء في بناء جدار الفصل العنصري بالضفة الغربية تمهيدا لتنفيذ خطة الانطواء الثانية .
و من هنا بقي تم الاعداد لتنفيذ خطة الفصل الاحادي الجانب << الانطواء الثاني>> و التي تهدف لفصل اسرائيل عن الاراضي الفلسطينية عالية الكثافة السكانية بالضفة الغربيه و ترسيم الحدود بشكل فردي مع الفلسطنيين و قطع التواصل العربي داخل الاراضي الفلسطينية و ذلك عن طريق استكمال بناء الجدار الفاصل و محاولة فرض كحدود جغرافية / ديموجرافية فاصلة مع الفلسطنيين في الضفة الغربية .والتوسع في الانشطة الاستيطانية بالضفة الغربية و استكمال مخططات تهويد مدينة القدس
وهناك ايضا طرح خيار الدول الثلاثة كأحد الحلول للقضية الفلسطينية و ذلك بالعوده الي حدود عام 1967 مع نقل مسئولية قطاع غزه الي مصر ــ الضفة الغربية الي الاردن في مخطط لتبادل الاراضي مع محاولة التواصل لاتفاق حول ادارة القدس و استيعاب الاجئين الفلسطينيين في الدول العربية
ويأتي الهدف من زيادة معدلات الهجرة اليهودية من خلال استراتيجيات لجذب مواطنين كالاتي
1ــ استقدام اكثر من مليون يهودي خلال العشر سنوات القادمة و احياء خطة بساط شارون 2001
2ــ متنح المزيد من التسهيلات للمهاجرين الجدد و تسهيل عودة النازحين اليهود من اسرائيل و اعاقة عملية الهجرة العكسية
3ــ تشتيت عرب 48 داخل ارائيل من خلال مخطط يستهدف
أــ نقل عرب القدس شرق الجدار الفاصل
كما تستهدف محاولة احتواء المسيحيون العرب و الدروز في النسيج اليهودي للدولة باعتبارهم لا يشكلون خطر ديموجرافيا او عقائديا علي اليهود بالاضافة الي التعايش مع المسلمين في عكا و حيفا و الرمله و اللد .
4ــ اعادة توزيع اليهود علي جميع اراضي الدولة لتحقيق هدفين هما 1ــ قطع التواصل العربي داخل فلسطين
2ــ تخفيف الضغط علي السهل الساحلي و القطاع الاوسط
و في النهاية نجد استمرار اسرائيل في دعم و تشجيع عمليات الهجره اليها و مواجهة الهجرة العكسية و مواصلة تبني السياسات العنصرية و الترانسفير ضد عرب 48 لمواجهة خطر انقلاب الميزان الديموجرافي لصالح العرب ..مع التوسع في مخططات اعمار النقب و الانشطة الاستيطانية بالضفة الغربية لمعالجة سوء توزيع الكثافات السكانية .
و اضافة لما سبق سنكتشف ان ابرز المشاكل بتكمن في التركيبة السكانية بأسرائيل مثل :عدم التجانس بين السكان نتيجة اختلاف الدول القادمين منها و بما يؤثر علي تماسك المجتمع
انتشار الفروق الطبقية بين السكان و التميز الواضح للطائفة الغربية < الاشكيناز > خاصة القادمين من امريكا و اوروبا ،وايضا قلة عدد السكان و عدم قدرة القوة البشرية بالشريحة الوسطي < 18ــ45 عام > علي تلبية كافة احتياجات الدولة خاصة العسكرية ،وايضا فإن وجود شريحة كبيرة من السكان العرب يشكلون نقط ضعف و تهديد داخلي خلال ادارة الصراعات.
بعد هذا الاستعراض السابق نجد أن ما يتم ترويجه في الإعلام الغربي والإسرائيلي عن كون إسرائيل هي جنة الإنسانية والمجتمع المثالي ما هو الا زعم يخالف الحقيقة والواقع ولكن يظل الاعلام الغربي لاعب اساسي في محاولة تصدير تلك الأكاذيب.