بقلم : هبه نبيل عبدالعزيز
“المقدمة”
_كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتاز بسمو خلق لا يحيط بوصفه البيان، وكان من أثره أن القلوب فاضت بإجلاله، وتفانى الرجال في حياطته وإكباره، بما لا تعرف الدنيا لرجل غيره، فالذين عاشروه أحبوه إلى حد الهيام ولم يبالوا أن تندق أعناقهم ولا يخدش له ظفر، وما أحبوه كذلك إلا لأن أنصبته قد فاضت بكم من الصفات الخلقية التي تعشق عادة ولم يرزق بمثلها بشر.
“بعض من أخلاق رسول الله الكريمة”
_حيث جمع الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم من خصال الكمال ومحاسن الصفات ما تميّز به عن سائر أهل الأرض، فكان أمّة جامعاً للخير، وأسوة حسنة في كافة أعمال البرّ، ومثالاً راقياً في التعامل مع الناس عمومهم وخصوصهم، صغيرهم وكبيرهم، مؤمنهم وكافرهم.
_ينصر المظلومَ، ويعني المحتاجَ، ويصبر على أذى السفيه، ويقابل السيئة بالحسنة ويلقى الناس بوجه طليق، بإسم الثغر، مليح الطلعة، كريم العطاء، حسن الأداء.
_إذا استبان لعدوه ما ينطوي عليه شخصُه من مكارم الأخلاق أقرّ بالإيمان، وأذعن بالتصديق، حتى قال قائلهم لما رأى من كريم خلقه وحسن تعامله: “يا محمد، والله ما كان على الأرض وجهٌ أبغض إليّ من وجهك فقد أصبح وجهُك أحب الوجوه إليّ. والله ما كان من دينٍ أبغض إليّ من دينك فأصبح دينُك أحب الدين إليّ، والله ما كان من بلدٍ أبغض إليّ من بلدك فأصبح بلدُك أحبّ البلاد إليّ”.
” أدلة عن حسن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم ”
_ وقد بيّن -عليه الصلاة والسلام- أن بعثته كانت لإتمام مكارم الأخلاق، حيث قال: (إنما بُعثت لِأُتمِّم صالح الأخلاق)، وشهد الله -تعالى- لرسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- بعظم الأخلاق، حيث قال: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وممّا ينبغي الإشارة إليه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يأمر أصحابه بمخالقة النّاس بخلقٍ حسنٍ، مصداقاً لما رواه أبو ذرٍ -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (اتَّقِ اللَّه حيثُ ما كنت، وأتبع السَّيِّئة الحسنة تمحها، وخالق النَّاس بخلقٍ حسنٍ)، وقد وصف الصحابة -رضي الله عنهم- عِظم أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيّنوا أنه كان أحسن الناس خلقاً، مصداقاً لما رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحسنُ الناسِ خُلُقًا)، بالإضافة إلى ما رُوي عن صفية بنت حيي -رضي الله عنها- أنها قالت: (ما رأيت أحدًا أحسنَ خلُقًا من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم).
المصادر :_
-كتاب كيف عاملهم لمحمد صالح المنجد.
-كتاب أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (ت الونيان ) ج ١ لعبدالله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني.
بقلم : هبه نبيل عبدالعزيز.
#جريدة البوابه اليوم