الرئيسيةتقارير

” تمثال الحريه”

 

جريدة البوابة اليوم

بقلم الكاتب/ مى سالم
الوصف/تاريخ تمثال الحريه، متحف التمثال، وتسلق التمثال.
المحتوى/تمثال الحريه هو نصب شاهق تم نحته في مدينه باريس من قبل النحات الفرنسى فريديريك بارتولدي بمساعده المهندس غوستاق ايفل الذى اشرف على بناء الهيكل الحديدى واستقر هذا التمثال فى ارض الولايات المتحدة بعد ان قدمته فرنسا كهديه بمناسبه الذكرى المئوية لاستقلال امريكا وقد تم افتتاحه امام الزوار والسياح فى عام 1886 ويظهر تصميم التمثال على هيئه امرأه تحمل شعله فى يدها اليمنى وفى يدها الاخرى لوحه تحمل تاريخ الرابع من تموز عام 1776 وهو تاريخ اعلان استقلال الولايات المتحدة

( موقع تمثال الحريه)
يوجد تمثال الحريه الشهير فى الولايات المتحدة الأمريكية على خليج مدينه نيويورك وتحديدا في جزيرة الحريه الواقعه عند مدخل الخليج مقابل الطرف الجنوبى لجزيرة مانهاتن ضمن الولايات الاقليميه لولايه نيويورك على الرغم من وجود تمثال الحريه فى مياه ولايه نيوجيرسي

( تاريخ تمثال الحريه)
( انشاء تمثال الحريه: ظهرت فكرة) انشاء نصب تمثال الحريه لاول مرة فى عام 1865 وذلك من قبل الفرنسى ادوارد دى لابولاى حيث اقترح أن يتم انشاء نصب تذكارى لتقديمه للولايات المتحدة الأمريكية وبالفعل تم تكليف النحات فريديريك اوغست بارتولدى بوضع تصميم للتمثال على أن يتم الانتهاء منه فى عام 1876 بالتزامن مع الذكرى المئوية لاعلان استقلال امريكا وقد مولت الجهات الأمريكية القاعده الحجريه للتمثال الذى يبلغ ارتفاعها 27م والتى تحتوى على لوحه برونزيه منقوش عليها قصيدة من تأليف الشاعرة الامريكيه ايمالازاروس اما هيكل التمثال فكان من تمويل الجانب الفرنسى

(تاريخ جزيرة الحريه)
اكتمل بناء قاعده تمثال الحريه المصنوعه من الجرانيت وذات شكل النجمى ضمن جدران الfort wood فى عام 1812 ليتم وضع هيكل التمثال عليها وقد وكلت مسؤوليه تمثال الحريه الى هيئه مناره الولايات المتحدة منذ افتتاحه حتى عام 1901 وتحقق الاعلان الفعلى ان تمثال الحريه والfort wood يمثلان نصبا تذكارياً وطنياً فى الخامس عشر من شهر تشرين الأول من عام 1924 وانتقلت مسؤوليه اداره التمثال الى دائره المتنزهات الوطنيه بعد عام 1933 كما تم تعديل نطاق جزيره بيدلو في السابع من شهر ايلول من عام 1937 والتي تم تغيير اسمها الى جزيره الحريه في الحادي عشر من شهر ايار من عام 1965 تم ضم جزيره ايليس لتصبح جزءا من نصب تمثال الحريه الوطنيه بالاضافه الى انها اصبحت تحت اداره خدمه المتنزهات الوطنيه حالها كحال جزيره الحريه

( تمثال الحرية وأصوله المصريه)
التقى المصمم والنحات الفرنسي بارتولدي الذي صمم تمثال الحريه الشهير مع الخديوي المصري عام 1867 واقترح عليه ان يتم بناء نصب مميز عند مدخل قناه السويس وبالفعل عاد بارتولدي بعد عامين الى مصر مصطحبا معه تصميما لتمثال ضخم على شكل امراه لكن مجموعه اسباب حالت دون تنفيذ المشروع في مصر فعرض بارتولدى تصميمه على الولايات المتحدة الأمريكية فى عام 1871 وتم تنفيذ المشروع على ارض الواقع فيما بعد حيث تم الكشف عنه امام الجميع في عام 1886

(تصميم تمثال الحريه)
هيكل تمثال الحريه: يوجد ما يقارب من 250,000 رطل من الحديد في هيكل تمثال الحريه كما يوجد اطار من الحديد من المسلح خلف الهيكل الخارجي وبتصميم مشابه له يتكون من نحو 1300 قضيب حديدي بالاضافه الى ما يقارب 80 طنا من الصفائح النحاسيه بسمك يبلغ 0,61سم على شكل 300 قطعه وقد تم وصل الصفائح مع بعضها البعض من خلال عمليه الطرق يضم هيكل التمثال من الداخل درجا حلزونيا مزدوجا يصل إلى أعلى الهيكل الذى يقوم على اربع قواعد متصله بتسع دعامات افقيه واقواس متقاطعه مائله ويتم ربط القشره النحاسيه للهيكل مع حديد التسليح باستخدام 1500 وصله نحاسيه على شكل حرف U وقد عزل المهندسون مناطق تقاطع النحاس مع الحديد بطبقه من الحرير الصخري لمنع تأكل المعدنين مع مراعاه امكانيه الحركه الحره للمعادن المنفصله لتلائم مختلف الظروف الجويه مثل التغيرات الحاصله في درجات الحرارة
(لون تمثال الحريه: يظهر تمثال) الحريه الشهير باللون الاخضر المزرق حاليا لكنه ظهر باللون البنى اللامع مثل لون عمله البنس المعدنيه عندما تم افتتاحه لاول مرة في عام 1886 وبقى على ذلك حتى تحول لونه الى الاخضر في عام 1906 ويعود السبب في تغير لون التمثال الى وجود المئات من الرقائق النحاسيه التي تغطي السطح الخارجي لهيكله ومع مرور الزمن تفاعلت هذه الرقائق النحاسيه مع الهواء ونتج عن هذا التفاعل تشكيل طبقه كيميائيه تسمى الزنجار حيث تساهم هذه الطبقه فى حمايه الهيكل المعدني لتمثال الحريه من عوامل التأكل والضرر الناتج من الظروف الجويه لذلك تكون مجسمات البرونز والنحاس العادي والنحاس الاصفر ذات متانه وصلابه ومقاومه لمختلف المؤثرات الخارجيه

( القيمه الرمزية لتمثال الحريه)
يحظى تمثال الحريه بقيمه رمزيه كبيره فقد تم تقديمه من فرنسا لامريكا تعبيرا عن قوه التحالف التاريخي بين الدولتين وهو يرمز إلى هجرة السكان من مختلف أرجاء العالم الى الولايات المتحدة بالإضافة إلى دلالته على الحريه والسلام وحقوق الإنسان ومحاربه ظاهره الرق وتاكيد الديمقراطيه حيث تشير الشعله في تمثال الحريه الى ان تحقيق الحريه لا يمكن الا بوجود النور والضوء فرؤيه الحريه ومعرفه انها موجوده ما هو الا سبيل نحو تحقيقها كما يمكن مشاهده التاج اعلى رأس المرأة في تمثال الحريه وهو تاج مكون من سبعه رؤوس مدببه وفي ذلك اشاره الى البحار السبع حول العالم والقارات السبعه المكونه للكرة الأرضية ويراد من ذلك ان الحريه فكره عالميه يجب أن تتواجد في كافه ارجاء دول العالم ويدل هذا التاج او الاكليل ايضا على اشعه الشمس وفيه اشاره الى تمثال رودس الذي كان يعتبر إله الشمس خلال العصور القديمة يشير كتاب القوانين الذي تحمله المرأة في يدها والذى يظهر عليه تاريخ الرابع من تموز لعام 1776 الى ان الانظمه والقوانين تساهم في حمايه الحريه كما فيه استحضار لقصه سيدنا موسى التوراتيه والتي تحمل وصايا الله العشره المكتوبه على لوح من جبل سيناء اما الرداء الذي ترتديه المرأة في التمثال فهو يشير إلى آلهه الحريه الرومانيه وفيه دلاله على الرجوع الى مثل الحقبه القديمه فهو يشبه الرداء الذي كان يلبس في روما واليونان القديمه بالاضافه الى ذلك يظهر قيد مكسور عند اقدام تمثال الحريه وفيه دلاله على تحرر الولايات المتحدة الأمريكية من القمع السياسي لقاره اوروبا

(تسلق تمثال الحريه)
يحظى تمثال الحريه بشعبيه كبيره عند زوار مدينه نيويورك الامريكيه ويمكن للزوار القيام بتجربه رائعه بالصعود الى التاج الضخم الذي يعلو رأس التمثال حيث يمكن لهم شراء التذاكر المخصصه لذلك وحجزها قبل الوصول الى الجزيره وعند الوصول إلى التمثال يمكن الدخول من القاعده التي يرتكز عليها تمثال الحريه وصعود 377 درجه عبر درج حلزوني مزدوج ضيق بعرض يصل إلى 46سم للوصول إلى قمه التاج في الاعلى منها 146 درجه من اعلى قاعده التمثال حتى التاج الذي يحتوي على صف من النوافذ التي يتم فتحها واغلاقها في اوقات محدده والتي تتيح للزوار رؤيه الكتاب الذي تحمله المرأة وشعرها كذلك بالاضافه الى مشاهده المناظر الطبيعيه الخلابه للافق المدينه ومناطق بروكلين ومانهاتن السفلى وجزيرة ستاتن وجسر فيرازانو وغيرها من معالم ومناطق مدينه نيويورك الامريكيه.

(متحف تمثال الحريه)
تم افتتاح متحف تمثال الحريه لاول مرة في الحادى عشر من شهر ايلول لعام 2001 ويضم المتحف قطعا ومجموعات اثريه تعبر عن تاريخ التمثال الشهير ويمكن للزوار والسياح الدخول الى المتحف دون الحاجه الى تصاريح امنيه تقييديه او حجوزات وتذاكر اضافيه ويتكون هذا المتحف الغني بمقتنياته من ثلاث معارض رئيسيه وهي Immersive theater و Engagement Gallery و Inspiration Gallery ويضم كل من هذه المعارض طرقا تفاعليه من شأنها تثقيف الزوار والهامهم بتمثال الحريه ومن الجدير ذكره أن متحف تمثال الحريه يحظى سنويا بزياره ما يقارب من 4,3 مليون زائر

بقلم الكاتب/ مى سالم ، تمثال الحريه ، البوابه اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى