محمد حسن- سوريا
تشكّل الطاقة الكهربائية عصب الحياة، بسبب الاعتماد الكبير عليها سواء في المنازل أو المعامل أو المؤسسات أو المرافق العامة، وفقدانها يسبّب خللاً واضحاً في الحياة اليومية ونقصًا في الخدمات، الأمر الذي يثقل كاهل المواطنين ويحمّلهم أعباء إضافية ربّما لا طاقة لهم بها، فيتّجه المواطن إلى البحث البدائل للطاقة الكهربائية لتسيير أمور حياته اليومية.
في مناطق شمال وشرق سوريا وبعد القصف التركي للمواقع الحيوية والبنية التحتية لتلك المناطق، برزت أزمة خانقة في الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى أزمة في الغاز والديزل والبنزين.
تداعيات القصف التركي للبنية التحتية:
استهدف القصف التركي مواقع نفطية في مناطق من شمال وشرق سوريا، ممّا أدّى لخروجها عن الخدمة وبالتالي إيقاف الإنتاج اليومي للنفط، كما أنّ القصف التركي قد استهدف محطّات توليد الكهرباء وكذلك محطّات التحويل، الأمر الذي أدّى لانقطاع تام في الطاقة الكهربائية عن المنطقة، وحرمان المواطنين من التزوّد بالكهرباء، وهذا الحرمان قد دفع بالمواطن في هذه المناطق إلى البحث عن البدائل، وبطبيعة الحال كلّ البدائل مؤقّتة ولا تسدّ النقص، بل هي أفضل الموجود وأفضل من لا شيء.
دفع الانقطاع التام للكهرباء عن المنطقة إلى توجّه المواطنين في الآونة الأخيرة إلى تركيب ألواح الطاقة الشمسية، فتركيب منظومة طاقة من خمس ألواح وبطاريتين تبلغ تكلفتها بحدود ١٥٠٠ دولار أمريكي للحصول على ١٠ آمبير، الأمر الذي يرهق كاهل المواطن الذي يعاني أصلاً تحت أعباء أزمة اقتصادية تعصف بالبلاد، كما أنّ قسماً آخر من المواطنين يعتمدون على مولّدات الكهرباء الكبيرة التي تزوّد المنازل بالطاقة الكهربائية لساعات معدودة (حوالي ٩ساعات يومياً)، وهذه المولّدات كثيراً ما تتعطّل لعدّة أيام وبالتالي حرمان الأهالي من الكهرباء خلال فترة التعطّل.
كما أنّ القصف قد تسبّب في أزمة في الغاز المنزلي، بسبب القصف الأخير الذي استهدف معمل الغاز في السويدية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سعر أسطوانة الغاز المنزلي من ١٥٠٠٠ (١ دولار) إلى ١٥٠٠٠٠ ليرة (١٠ دولار) وهذا أيضا أثقل كاهل المواطن ودفعه إلى البحث عن البدائل للغاز أيضاً.
جدير بالذكر أنّ هذه ليست المرّة الأولى التي يستهدف فيها الجيش التركي مناطق شمال وشرق سوريا، لكن هذه المرّة كانت الأعنف، ففي بداية عام ٢٠٢٤ قام الجيش التركي وعبر الطائرات الحربية والمسيّرة باستهداف مؤسسات مدنية وخدمية، بالإضافة إلى استهداف محطّات النفط والكهرباء والغاز في المنطقة.