من معجزات الصلوات ( انواع الطاقات في الصلوات بين السكون والحركة
*بقلم / محمد ابوخوات*
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد :
الصلاة عماد الدين …من أقامها فقد أقام الدين…ومن هدمها فقد هدم الدين..قول مأثور نعرفه جميعا …
والصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام..كما نعلم بعد الشهادتين .
وحديثنا عن الصلاة الآن وبشكل مختلف ..ممزوج بلغة العصر الحديث.. ومصطلحات فيزيائية … لنثبت أن الصلاة .. ليست حركات وسكنات وكلمات فقط … بل هي بالدرجة الأولى :
*نور فيك يتحرك .. وطاقة بها انت تتحرك ..*
كصيانة ربانية تامة لهذا الجسد وتلك الروح .. خمس مرات في اليوم … فهل يبقى فيه من عطب .. أو درن ..؟؟
تعالوا معا ..نتأمل ونتعايش مع طاقات الصلاة على اختلاف أنواعها ، وائتلاف أهدافها ..
*اولا : طاقة السكون المختزنة في كل حركة ( طاقة الوضع* *فيزيائيا* ) :
١ *- عند حركة الوقوف (السكون) بعد تكبيرة الإحرام:*
تكون طاقة الآيات القرآنية ..والخشوع فيها … فالجسم واقف ساكن ..لكن القلب خاشع يتصدع … لآيات القرآن … كلام الخالق سبحانه وتعالى: ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ) … وهكذا كان قلب النبي صلى الله عليه وسلم ينبض و يلين و يتفاعل مع آيات الله…
*﴿أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَـٰمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورࣲ مِّن رَّبِّهِۦۚ فَوَیۡلࣱ لِّلۡقَـٰسِیَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ فِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینٍ ٢٢ ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِیثِ كِتَـٰبࣰا مُّتَشَـٰبِهࣰا مَّثَانِیَ تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ ٱلَّذِینَ یَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ ثُمَّ تَلِینُ جُلُودُهُمۡ وَقُلُوبُهُمۡ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ ذَ ٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ یَهۡدِی بِهِۦ مَن یَشَاۤءُۚ وَمَن یُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٍ* ٣٢٢ الزمر ٢٢- ٢٣
تأمل :
تحدث القشعريرة للجلد .. لتأثر الأعصاب بالقرآن ..لأن طاقة الآيات وصلت القلب .. فشحنته بالإيمان ..فانتفض.. وتحرك.. فتضاعفت طاقة التأثير الإيمانية … لتنتشر بسرعة في خلايا الجسم وصولا إلى الجلد .
*ماذا يحدث للجلد حينئذ.. ؟؟*
يقشعر الجلد بسبب طاقات الفيض الإيماني التي تغمر الخلايا العصبية و خصوصا الجهاز العصبى الطرفي المنتشر في الجلد .
إذن … انت واقف في الصلاة سواء تقرأ. أو تنصت …. تعمل فيك طاقات الشحن الإيمانية ، و طاقات التأثير القرآني ..
*( .. وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا .. )*
من صفات المؤمنين حقا … عن يقين بالله جل وعلا .
ولاحظ – اخي الكريم – انت واقف ساكن ..لكن لسانك يتحرك .. أي لديه طاقة حركة لكنه أشبه بالساكن لأنه متحرك في مكانه من طرف واحد …في الفم ..
لكنه مغمور بطاقة الذكر الإيمانية
…إذا كنت تقرأ انت ،
وأما إذا كنت مأموما تنصت للإمام وهو يقرأ .. فطاقة الآيات المحملة على الموجات الصوتية تصل إلى الأذن… فتحس بها أذن القلب قبل أذن الرأس …فتمر عبر أغلفة القلب :
*من الصدر إلى الفؤاد ..إلى العقل..إلى القلب ..إلى اللب في القلب*
أي أن :
*( القلوب التي في الصدور – إن السمع والبصر والفؤاد في القلب – العقل – لب القلب وهو الجوهر والمركز … إنما يتذكر أولو الألباب) …*
تلك هي حركة الوقوف في الصلاة … لتؤتى الصلاة ثمارها ..ونقول عندئذ .. أقمنا الصلاة…
لكن حركاتنا الآن في الصلاة – إلا من رحم ربي – خالية من الروح وهي : الخشوع ..والتدبر … والتأمل حتى يتقبل الله منا ، ويستجيب لنا دعاءنا ..
وبناء على ذلك : يحدث الإطمئنان في القلب ،و تنزل الراحة والسكينة :
*( ألا بذكر الله تطمئن القلوب) …* بلى يارب ..
نحن في حاجة ملحة لإقامة الصلاة …فالصلاة : عبادة وسعادة وحضارة ..
*( قد أفلح المؤمنون. الذين هم في صلاتهم خاشعون) المؤمنون* ١-٢
وللحديث بقية …إن كان في العمر بقية ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين