مقال

كبسولة ربانية… لحفظ الذرية (كبسولة امرأة عمران )

بقلم/ محمد ابوخوات

الحلقة الثانية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد

جاءت آيات القرآن الكريم لتكون تطبيقات عملية في حياتنا من لدن حكيم خبير…. وهذا شأن جميع

العلوم التطبيقية وحتى النظرية منها – ولله المثل الأعلى – فالطبيب يدرس نظريا وعمليا …ثم الإمتياز ليمارس ما تعلم على المرضي … ثم يتخرج طبيبا معالجا بما تعلم ونحن نحترم ذلك ونقدره ونسمع ونطيع … وذلك من علوم البشر …طلبا للشفاء . وهكذا في شتى المجالات …

وأما *القرآن الكريم* .. فهو وحي منزل من عند الله الخالق ، الباريء ، المصور …. الذي يعلم من خلق .. ويعلم اسرار صنعته … جعل الله لنا (كتالوجا )… منهجا ، ودستورا …. ، وأرسل لنا محمد ا – صلى الله عليه وسلم – رسولا معلما لتطبيق منهج الله تعالى …. أنزل المنهج ، وأرسل المعلم والطبيب الحبيب رحمة للعالمين …. فلماذا لا تسارع في تطبيق ما أنزل الله لنا من شفاء ، وهدى ، ورحمة ، ونور …. بل وحياة للأرواح والأبدان.. ..؟!

سارعوا … انفروا.. ففروا …جاهدوا …

يقول الخالق الصانع الحكيم :

( أَوَمَن كَانَ مَیۡتࣰا فَأَحۡیَیۡنَـٰهُ وَجَعَلۡنَا لَهُۥ نُورࣰا یَمۡشِی بِهِۦ فِی ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُۥ فِی ٱلظُّلُمَـٰتِ لَیۡسَ بِخَارِجࣲ مِّنۡهَاۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ زُیِّنَ لِلۡكَـٰفِرِینَ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ﴾ [الأنعام ١٢٢]

ومن هذا النور الرباني… نأخذ قبسا…لنحصن به أنفسنا وذرياتنا .. كما فعلت امرأة عمران … أم السيدة مريم العذراء عليها السلام.

 

*الأجواء العامةللتطبيق الرباني* :

*مجتمع الأنبياء* : جو إيماني من الدرجة الأولى

*يقول ربنا سبحانه وتعالى* :

 

* ﴿۞ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰۤ ءَادَمَ وَنُوحࣰا وَءَالَ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ وَءَالَ عِمۡرَ ٰ⁠نَ عَلَى ٱلۡعَـٰلَمِینَ ۝٣٣ ذُرِّیَّةَۢ بَعۡضُهَا مِنۢ بَعۡضࣲۗ وَٱللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ ۝٣٤ آل عمران ٣٣- ٣٤*

 

*١-الجو الإيماني* : اصطفاء الأنبياء … فبدأ الحق بالصفوة من الخلق : آدم ، نوح ، أفرادا بدون ( آل ) يعني : أهل

حيث أن آدم عليه السلام ابو البشر وأول البشر على الإطلاق…… بينما نوح عليه السلام الأب الثاني للبشرية بعد الطوفان … وما بقي معه إلا قليل من الذين آمنوا به .

ثم … * ( و آل ابراهيم ، وآل عمران*  ) …. واصطفى من آل عمران إمرأة عمران … لتلد لنا مريم عليها السلام….

 

بل ..إن اسم السورة ( آل عمران ) .. قرآن يتلى إلى يوم الدين

يقول الحق سبحانه وتعالى:

 

* ﴿وَإِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ یَـٰمَرۡیَمُ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰكِ وَطَهَّرَكِ وَٱصۡطَفَىٰكِ عَلَىٰ نِسَاۤءِ ٱلۡعَـٰلَمِینَ ۝٤٢ یَـٰمَرۡیَمُ ٱقۡنُتِی لِرَبِّكِ وَٱسۡجُدِی وَٱرۡكَعِی مَعَ ٱلرَّ ٰ⁠كِعِینَ ۝٤٣﴾ [آل عمران ٤٢-٤٣]*

ثم يأتي عيسى بن مريم عليه السلام ،. كلمة الله وروح منه ، نبينا من المرسلين.

إنها ذرية طيبة مباركة .. جاءت ثمرة من :

١ *- نية صادقة*

٢- *فدعاء محكم*

٣- *فيقين. حق*

٤- *فقبول حسن* …

 

تعالوا نطبق هذا في حياتنا

ٱنه التطبيق الرباني للتأمين على الحياة …

فتتبع مراحل التطبيق :

١- *عقد نية صادقة*

يقول الله تعالى في آياته المعجزات:

الآية الكريمة من قول الحق سبحانه على لسان امرأة عمران :

* ( إِذۡ قَالَتِ ٱمۡرَأَتُ عِمۡرَ ٰ⁠نَ رَبِّ إِنِّی نَذَرۡتُ لَكَ مَا فِی بَطۡنِی مُحَرَّرࣰا فَتَقَبَّلۡ مِنِّیۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ ) *

البقرة / ٣٥

انظر وتأمل وطبق:

١- قصر العبودية وتوجيهها لله – والدعاء هو العبادة – ( رب ) –

٢- بعدها : ( إني نذرت لك ) أي : توحيد الربوبية لله الواحد الأحد وانظر كيف وضعت نفسها بالكلية ( إني ) بين رب العالمين ( رب ) ، وبين ( نذرت لك ) من له الملك والحكم ، والأمر والعلم .. وأولها : مالك يوم الدين … لأن في يوم القيامة ( لمن الملك اليوم ) …. ؟؟

( لله الواحد القهار)

فقالت ( رب – إني – نذرت لك )

وهذا كله تشتمل عليه اول آيات ام القرآن – الفاتحة :

 

* ( ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ ۝٢ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ ۝٣﴾مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ *

[الفاتحة ٢- ٤

دائما نربط بين أم الكتاب وباقي الكتاب

*فمن الأم ..تنشر الأعصاب والدماء والغذاء*

 

ويقول الرازي رحمه الله : ( المعنى : انك أنت السميع لتضرعي و دعائي ، وندائي ، العليم بما في ضميري وقلبي ونيتي ) المجلد الرابع ص ٢٩

 

*٢- الجو الإجتماعي لمجتمع الأنبياء*

 

ومن الذين اصطفاهم الله في كبسولة التأمين الإيماني على العمل بعد النية الصادقة .. سيدنا ابراهيم عليه السلام

استمع لقول الحق :

* (وَإِذۡ یَرۡفَعُ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَیۡتِ وَإِسۡمَـٰعِیلُ رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ﴾ [البقرة ١٢٧] *

لاحظ … *السميع العليم*

من أسماء الله الحسنى لإستجابة الرجاء

فإذا أردت الإستجابة.. فأخلص بها الدعاء .

إنها إخلاص النية لله السميع العليم

وتأمل … بل تعمق في التفكر … في آيات آل عمران

أيضا ختمت بقوله تعالى : ( والله سميع عليم)

*﴿۞ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰۤ ءَادَمَ وَنُوحࣰا وَءَالَ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ وَءَالَ عِمۡرَ ٰ⁠نَ عَلَى ٱلۡعَـٰلَمِینَ ۝٣٣ ذُرِّیَّةَۢ بَعۡضُهَا مِنۢ بَعۡضࣲۗ وَٱللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ ۝٣٤*

عليك باسم الله السميع العليم

وتذكر معي حديث النبي صلى الله عليه وسلم::

( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امريء ما نوى … )

و هذأ أول حديث جاء في كتاب البخاري

 

*لذا أعقد النيات .. عددها .. وجددها*

*تذكر … وذكر ..*

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى

وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى