مقال

ماذا يريدون من مصر ؟!

البوابة اليوم

بقلم/حمادة الجندي

لقد دأبت القوى الاستعمارية الكبرى على مر العصور لاسيما في القرنين التاسع عشر و العشرين في التطلع إلى مصر نظرا لموقعها الجغرافي الفريد و أنها دولة ذات ميزات خاصة ، فهي بلاشك تتحكم في أهم ممر مائي تعبر من خلاله معظم تجارة العالم مما أثار أطماع الغرب و أمريكا عليها فأخذوا يكيدوا لها المكائد و يدبروا لها المؤامرة تلو الأخرى ، ولم تكن الثورات العربية التي اندلعت و أطلق عليها الربيع العربي إلا خطوة أولى من خطوات السيطرة على بعض الدول العربية بل و محاولة السيطرة على مصر بعد أن غرروا ببعض شبابها تحت دعوات التغيير و الديمقراطية إلا أن مصر ليست كباقي الدول لتسقط لقمة سائغة لأعدائها ، فلولا أن من الله عليها برجال مخلصين قد حملوا أعناقهم على أكفهم و فطنوا لما يراد لمصر من مخططات التقسيم والتي أعلن عنها ضمن ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد ، بل و تم بالفعل تنفيذ أجزاء منه ، إلا أن مصر هي بالنسبة لهم لازالت الهدف والجائزة الكبرى ، فما حدث بليبيا و السودان ، و ما يحدث بغزة الآن ليس صدفة ، لقد دمروا دول الجوار لكي يشتتوا مصر شرقا و غربا بل ولم يكتفوا بذلك فاتجهوا جنوبا لينالوا من أهم شريان للحياة في مصر و هو نهر النيل ، فلم تكن اثيوبيا لتبني هذا السد العملاق على أرض ليست أرضها أساساً إلا بدعم المحتلين الجدد ، فليس هذا الدعم لأجل عيون أثيوبيا بقدر ما هو محاولة للسيطرة على مصر ، و حتى لا تتحد مصر والسودان ضد هذا المشروع فقد وضعوا لها العراقيل و أطالوا أمد المفاوضات حتى تنتهي إثيوبيا من بناء السد و يصبح أمرا واقعاً فلا تستطيع مصر أن تضربه خوفاً من إغراق السودان و تدمير منشآتها المائية ، ولم يكتفوا بذلك فأشعلوا الصراع في السودان و دمروها ، بعد أن قسموها شمالاً و جنوبا مما اضطر أهلها للخروج شمالا إلى مصر هرباً من القتل و التنكيل ، فدخل مصر ما يقرب من مليوني سوداني ليلحقوا بإخوانهم السوريين و العراقيين والليبيين الذين استضافتهم مصر على أرضها ، فلم تكن مصر لتتخلي عن أشقائها في المحن رغم ما تعانيه من أزمات طاحنة ، و بدلا من دعم مصر لاستضافتها تلك الملايين من اللاجئين فقد أذمع الغرب في غيه بازدواجية منقطعة النظير ، فقد ساندوا إسرائيل في عدوانها على المدنيين العزل في غزة التي قدمت أكثر من ثلاثين ألف شهيد بإذن ربها دون جريرة و ذلك استكمالا لمخططاتهم التي رسمها بتهجير سكان غزة إلى سيناء لتضيع القضية الفلسطينية للأبد ، بل لإدخال مصر بعد ذلك في صراع مباشر مع إسرائيل تحت دعوى ملاحقة حماس على الأراضي المصرية في سيناء مما يضطر مصر بالرد الفوري على الاعتداء على سيادتها الوطنية ، بدلا من أن يوقفوا العدوان على غزة ردا على اليمنيين الذين رفضوا عبور السفن الإسرائيلية حتى ينفض العدوان ، أسرعوا في استخدام القوة ضد الأراضي اليمنية ليس فقط لتحرير التجارة العالمية وإنما تهديد غير مباشر لمن تسول له نفسه من الدول العربية و لوأد أي محاولات للوحدة العربية كما فعلت سابقا ، فقد انكشفت سوءاتهم و اتضحت نياتهم و لكن مصر التي حفظها الله في قرآنه ستظل دائما و أبدا لهم بالمرصاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى