مقال

من معجزات الآيات : معجزة بسم الله الرحمن الرحيم ( ٤ ) عند ركوب الدابة أو نحوها

بقلم / محمد ابوخوات

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد :

لقد اكرم الله هذه الأمة الإسلامية بالتمام و الكمال في الدين كله والدنيا كلها بما يحقق هدف الأ مة الأسمى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله…) وبالتالي …. الفوز العظيم بوسام الآخرة في دخول جنات رب العالمين..

تلك الجنة التي أخرجنا منها إبليس وجنوده …

نعود إليها بطاعة الله تعالى.. وبمخالفة عدو الله وعدونا من شيطان الإنس والجن :

( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) فاطر

ومن تمام هذا الدين أن الله قد منح سيدنا نوح ( نصف البسملة : بسم الله ) لتنطلق سفينته من البدء إلى الرسو والإستقرار على جبل الجودي… بينما منح الله هذه الأمة البسملة كاملة في أول كل سورة عدا سورة التوبة .

 

يعني ( ١١٤ ) بسم الله الرحمن الرحيم في كتاب الله

لتمدك بالقوة والقدرة والطاقة والإرادة … كلها مستمدة من نور اسم الله.. الرحمن .. الرحيم .

واليوم …

ماذا نركب من وسائل التنقل من مكان إلى مكان ؟!

ومن بلد إلى بلد .. ؟؟

ومن قطر إلى قطر ؟!

ومن قارة إلى قارة .. ؟!

بل ماذا نركب عند السفر في الفضاء من الأرض ٱلى القمر أو المريخ … مثلا ؟!

ابسط الأشياء . الدراجة ..و أشهرها التكتك والسيارة والقطار والسفينة ..

أليست هناك سفن تسبح في الماء كسفينة نوح عليه السلام.. و سفن أخرى تسبح في الفضاء ..؟!

في جميع تلك الوسائل علمنا القرآن الكريم وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم دعاء الركوب ..

( ..كان النبي ﷺ إذا استوى على راحلته في السفر كبَّر ثلاثًا، وفي لفظٍ قال: بسم الله، والحمد لله وكبَّر ثلاثًا، وقال: سبحان الذي سخَّر لنا هذا وما كنا له مقرنين –يعني: مُطيقين- وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتَّقوى، ومن العمل ما ترضى …. الحديث )

ويقول الإمام ابن باز في شرح الحديث :

( فكل مؤمنٍ يتحرى ما شرعه الله فيُؤديه كما شرعه الله؛ في: أقواله، وأعماله، وعباداته، وغير ذلك، ومن هذا … دعاء الركوب في السفر،

و في رواية عليٍّ أنه سمَّى عند وضع رِجله في الغرز، فلما استوى على الدابة حمد الله ثلاثًا، وكبَّر ثلاثًا، ثم قال: سبحان الذي سخَّر لنا هذا وما كنا له مقرنين….الحديث )

ولنا في منهج حياة النبي صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة … لأن البدء بالتسمية ..سلام وبركة في الركوب والهبوط …

( قيل يا نوح أهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك …الآية ) هود

انظر إلى اقتران التسمية بالحمد والتكبير ( بسم الله والحمد لله ، الله اكبر ،الله أكبر ، الله اكبر سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين … )

إنها التركيبة النبوية الربانية في دعاء الركوب ..

فليتنا نجعل القرآن والسنة منهج حياة… عندها نشعر بلذة الحياة ..

اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب همومنا وغمومنا يآرب العالمين

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين… وإلى لقاء قادم بإذن الله…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى