علاج فتور الهمة ، وضعف الإيمان..!!
بقلم سعد محمد العباسي
باحث في العلوم الشرعية والإسلامية بجامعة الأزهر الشريف. حاصل على أقوي وأفضل سيرة ذاتية من الأزهر الشريف لعام ٢٠٢٣/١٤٤٤
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” إن الإيمان ليَخلَقُ في جوف أحدكم كما يَخلَق الثوب، فاسألوا الله أن يُجدد الإيمان في قلوبكم ”
[ حديث صحيح ]
معنى يَخلَق : أي يبلى ، إذا اهترى وصار قديماً
فالقلب يَخلَق بالمعاصي، تحجبه سُحب المعصية، يصبح في ظُلمة، يصبح في وحشة، فران عليه ما ران، ودخل فيه من السوء ما دخل، ونكتت فيه نُكتة سوداء وراء نُكتة .. فإذا صار في ذكرٍ واستغفارٍ وتوبةٍ وإنابةٍ إلى الله، تجلوا هذه السُحب ويذهب الصدأ، ويرجع القلب مُشعّاً نيِّراً جديداً .
و يقول النبي عليه الصلاة والسلام :
( ما من القلوب قلبٌ إلا وله سحابة كسحابة القمر، بينما القمر مضيء، إذ علته سحابة فأظلم، إذ تجلّت عنه فأضاء )
[ حديث صحيح ]
هذان الحديثان يؤكدان أن الإيمان يزداد وينقص، يقوى ويضعف ..
فإذا ضعُف الإيمان فلابد من تقويته، وإذا نقص فلابد من تشديده .
فالمؤمن معدنه طيب، والمؤمن معرفته ثابتة، قد تأتيه سحابة صيف فتحجب عنه أحواله التي كان يسعد بها، أو تحجب عنه إقباله الذي كان يطرب له..
هذه السحابة سرعان ما تزول، إذا كان إيمانه متيناً، وإذا بُنيَ على أُسسٍ صحيحة .
فإذا كنت متصلاً بالله عزَّوجل ثم فتر قلبك، وضعف إيمانك، اطمئن ..
هذا الفتور وهذا الضعف عارض، والأصل أنك مؤمن، فعالج هذه الحالة بمزيد من طاعة الله فقط .