المزيد

العقول المهاجرة…أما آن لها أن تعود

البوابة اليوم

بقلم / حمادة الجندي

 

كثيرا ما يتطلع معظم شبابنا وخاصة الطموح منهم إلى السفر للخارج في سن صغيرة سواءً للبحث عن فرصة عمل أو طلباً للدراسة في كبرى الجامعات و خاصة الأوروبية منها ، فهل سألنا أنفسنا و وقفنا و قفة تأمل لمعرفة الأسباب التى لا تخفى على أحد ، فبين قلة الإمكانيات و ضعف تمويل البحث العلمي أو عدم رعاية الكفاءات النادرة التي يتخطفها الغرب و يسعى وراءها بكل ما أوتي من قوة ويقدم لها كافة أشكال الدعم و الرعاية مسخرا لهذه الأبحاث كل إمكانياته البشرية والمادية ، فيجد شبابنا ضالته هناك و يعلو شأنه و يبتكر و يقدم أفضل ما لديه في مناخ علمي تم تهيئته خصيصاً له.

و مما يزيد في القلب غصته ، أن هؤلاء الشباب الذين تتصدر أسماؤهم كبرى صحف العالم اليوم لم نسمع عنهم شيئا وهم في أم الدنيا ، لقد شُغِلنا عنهم بالتحدث عن أخبار الرياضة والفن ، فضاقوا بنا ذرعا ولجأوا لمن يقدرهم و يحنوا عليهم و يقدم لهم يد العون و كلهم مرارة و حسرة على أن يقدموا علمهم لغيرهم لا لبني وطنهم ، نعم ، نحن من صدرنا العقول و فرطنا في أناس ينتظر منهم أن يقودوا نهضة بلدانهم ، ألم نتعلم من التاريخ و من بلدان صغيرة كتايوان التي كانت تعيش فقرا مدقعاً إلى أن استردت كل طيورها المهاجرة و وفرت لهم كافة أشكال الدعم و أغدقت عليهم الأموال فقادوا بلدهم لنهضة ليس لها مثيل بالعالم ، بل إنها اليوم بمصانعها التي لا تتوقف لحظة تهدد دولا كبرى أبرزها الولايات المتحدة والصين.

لنستوعب الدرس جيداً ، فعقولنا المهاجرة في كل بقاع الأرض تنتظر الضوء الأخضر لخدمة بلدها و بناء نهضتها بكل حب فهل آن لها أن تعود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى