مقال

نفحات من ميلاد المصطفى

البوابة اليوم

بقلم الشاعر/حمادة الجندي

 

بعد الصلاة على النبيِ

خيرُ الأنامِ و حاملُ البركاتِ

نحيا معاً في قصةٍ مختارةٍ

هي قصةٌ تنأى عن الشبهاتِ

هي قصةُ العدنانِ طه المصطفى

فلتسمعوا لتفوزوا بالنفحاتِ

حين أتى الحبشيُ يزهو بجيشهِ

فرماهُ طيراً راجمَ الجمراتِ

إخسأ عدو الله هذا بــــيته

و ميلادُ أحمدَ حاملُ الخيراتِ

ولد ابنُ عبداللهِ قد جاء الهدى

يا ناركسرى أطفئي الشعلاتِ

عاش يتيمًا دون أمٍ أو أبٍ

فرعاه جدٌ ثم أيضاً مــــــات

حزن الصبيُ و قد أواه عمُه

عمِلا معاً و رعى له الغنماتِ

و اشتد عود محمدٍ حتى بدا

كالبدرِ ينشرُ نورهُ السمواتِ

رام التجارةَ عند بنتِ خويلدٍ

حيثُ الأمانةُ مطلبٌ و صفاتِ

فرأت خديجةَ أنه زوجاً لها

خيرُالرجال و صاحبُ الكراماتِ

و ذات يومٍ خرج يلتمس الهدى

بحراءِ حيث الغارُ ذو النفحاتِ

فأتاه حبريلُ الأمينُ و قد بدا

في الأفقِ بين الأرضِ والسمواتِ

اقرأ محمـد ، ثم اقـرأ قـالها

من بعد اقــرأ قــد تلا الآيــــاتِ

ذهب النــبيُ لآلهِ مستعجل

وحكى لزوجته و قص ما هوآتِ

إني رسول الله خاتم رسله

و رسالة الإسلام خاتمُ الرسالاتِ

فدعاها للإسلام و هي عزيزةٌ

في قومها فأجــابت الدعــــوات

أكرم بسيدةٍ تؤازر زوجها

في الخير و كذا أصعب المحنات

و دعا أبا بكرِ فآمن واهتدى

للنور بعد الجهل و الظلمات

و علىٌ بن العشر سارع نحوه

يرجو النجاة و ينطق الشهادات

جاء النبي وكان كل مراده

إيقاظُ قومِ من عميقِ سبات

قومُ أضلوا و ضلوا كل ضلالة

إفكاَ و بغياً غرقوا في اللذات

شربوا الخمور و قتلوا كل كريمة

-وأداَ –وقد عبدوا هبل و اللات

قال لهم إني الرسول إليكم

للنور أهديكم من الظلمات

فاستهزأوا بكلامه و تنكروا

وازدادوا في الطغيان و الغشوات

لكن قوماً من ضعافٍ عبيدهم

شهدوا له بالبعث و الرسالات

فاستوحش الكفارُ غيظاَ منهمُ

و عذبوهم دونما الصلوات

و اشتدوا إيذاءا لهم و إهانةً

فبدا لهم أن يهجروا العتبات

فأتوا مليك الحبش و هو أجارهم

لما تلا حمزة عليه آيات

إن الذي نزل المسيح لنا به

و كتابكم حقاً لمن مشكاةُ

عاشوا كراماً آمنين بدينهم

رغم الحنين لوطنهم سنوات

 

و بمكة

 

أُمر الحبيبُ بأن يسافر في السحر

فالقوم قد نصبوا له الحيلات

قد كان فيهم للأمانةِ مقصداً

حقاً فكان راعيَ الأمانات

فإذا بعشر فتيةٍ قد حاصروا

بيت النبي ليحكموا الطعنات

وقد تجلت روعة التدبير عند

المصطفى

 

و غدت مثالاً يحكى في الحكايات

نام ابن عم محمد في فرشه

يفدي النبي و يرجع الأمانات

فغشاهم النومُ ، و قاموا فجأةً

وجدوا النبي و قد طوى الهامات

ياغارُ ثور قد أُتيت محمدٌ و صاحبه

قد نلت شرفاً وافر البركات

و تحيةً للعنكبوت فقد بنت بخيوطها حصناً من الشبكات

و تسابقت تلك الحمامة كي تنل

من فيض نور محمدِ نفجات

هذا رسول الله حل بحينا

أفديه من شر الورى بحياتي

حتى إذا جاء العدوُ ببابها

نظرت إليهم أيما نظرات

و استقبل الأنصار مقدم أحمدِ

مستبشرين مهللين حفاةِ

جاء الهدى و الرحمة المهداة

جاء محمدٌ

ياأرض يثرب أطلقي الصيحات

ياأرض يثرب قد نصرت المصطفى

يكفيك شرفاً أنه بك مـــات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى