القاهرة – علاء حمدي
هنأت سفارة دولة فلسطين بالقاهرة القائد البطل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أقدم أسير في العالم كريم يونس، بعد تنفسه هواء الحرية ومعانقة سماء فلسطين، بعد أربعين عامًا قضاها بين زنانين الاحتلال البغيضة . وقالت السفارة في بيان لها بعد نيل الأسير كريم يونس حريته فجر يوم أمس الخميس : لقد مثّلت تجربة الأسير البطل كريم يونس تجسيدًا حيًا لمفردات الفداء والبطولة والإيثار والجسارة، بعد أن اعتقلته يد المحتل في يفاعة عمره ليقضي أيامه بين ظلام وكمد الزنانين وبطش احتلال نصّب نفسه فوق كل قانون وعُرف وخُلق وبات يبطش بالطفل والمرأة والشيخ في غياب الرادع القانوني والمحاسبة الدولية، لكن ازدواجية المعايير لم تقف حائلًا ولم تمثّل عثرة أمام طموح الفلسطيني الجامح وسعيه الدؤوب نحو تنسّم هواء البلاد المتخفف من الاحتلال العنصري الفاشي، وبات يبحث عن شتّى وسائل الذود عن أرضه وسمائه، حتى نيل حريته وتحقيق استقلاله وإقامة دولته الحرة المستقلة وعاصمتها القدس.
وأضافت السفارة في بيانها: اليوم يتأمل كل طفل في فلسطين صور شباب كريم يونس وقت أسره، وصوره الحية بعد نيله حريته، ليقرأ حكمة الفدائي في بلادنا الذي مضت السنون والأيام راسمة فعل الزمن فيه، وقسوة جدران الزنانين وضيق أفق قضبانها، وحرمان أم من قبلة على جبين فلذة كبدها انتظرتها أربعين عام إلا أن القدر كان أسرع قبيل ثمانية أشهر من حريته، وبالرغم من ذلك إلا أن علامة النصر كانت إشارته الأولى بعد ملاقاته شمس فلسطين، وبدا أن نظرته التوّاقة إلى الحرية لم تختلف بين لحظتي الولوج والجلاء، لينقل لنا إرادة 4500 أسيرة وأسير لم تنل وحشية باستيلات الاحتلال من صلابة صمودهم، وأمسوا نماذج سيحفظها التاريخ الإنساني عن ظهر قلب.
وحول قضية الأسرى قالت السفارة في بيانها : اليوم نهنئ الأسير البطل كريم يونس بحريته المستحقة، وننتظر في الغد القريب لقاء الأسيرين البطلين ماهر يونس، وفؤاد الشوبكي، وكافة أسيراتنا وأسرانا الذي يقضون أيامهم نذرًا لحرية شعبنا الفلسطيني، إذ لم تَعد هناك عائلة فلسطينية واحدة، إلا وقد ذاق أحد أفرادها مرارة السجن، بل هنالك من الأسر الفلسطينية التي تعرضت بكامل أفرادها للاعتقال، كما لم يمر يوم واحد إلا ويُسجل فيه اعتقالات والتي تشكل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، حتى أضحت الاعتقالات الإسرائيلية ظاهرة يومية وسلوكاً ثابتاً، وجزءاً أساسياً من منهجية الاحتلال في التعامل مع الشعب الفلسطيني.
وأشار بيان السفارة إلى تأكيد السيد الرئيس محمود عباس في مناسبات كثيرة بأنه لا سلام دون الإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين، الذي يصفهم دوما بمقاتلي الحرية ويجب أن ينعموا وشعبهم بالحرية المنشودة، لكي يأخذوا مكانتهم ودورهم الذين يستحقون في عملية البناء الوطني الشامل، وبناء مؤسسات دولة فلسطين، ذات السيادة الوطنية الكاملة المتصلة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية، وفاءً لهؤلاء الأسرى، ووفاءً للشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً لأرضهم وقضيتهم الوطنية.