إذاعة الجيش الإسرائيلي : أكثر من ألف جندي وعشرات الطائرات
كتب حاتم الورداني علام
شن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة ليل الأحد/ الإثنين على مخيم جنين شمالي الضفة الغربية.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن أكثر من ألف جندي وعشرات الطائرات المسيرة تشارك في العملية العسكرية على جنين.
وبدأت العملية بضربات جوية متعددة، وقال سكان المخيم إنها اشتملت على إطلاق صاروخ من الجو مما أدى إلى اندلاع اشتباكات بالأسلحة النارية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن أربعة فلسطينيين على الأقل قتلوا وأصيب 27 آخرون بينهم سبعة في حالة خطيرة، في غارة جوية نفذتها طائرة حربية إسرائيلية.
وبحسب مصادر فلسطينية فقد قصفت الطائرات الإسرائيلية صباح اليوم، مسرح الحرية في مخيم جنين، ولم تقع أي إصابات.
قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن هناك إصابات لم تتمكن الطواقم الطبية من الوصول إليها بسبب الدمار الذي خلفته الجرافات الإسرائيلية في جنين. وأضافت أن طواقمها تعاملت مع عدة إصابات، نُقل أخطرها إلى مستشفيات في جنين وخارجها.
وقال سائق سيارة إسعاف فلسطيني يدعى خالد الأحمد لوكالة الأنباء رويترز إن ما يجري في مخيم جنين هو”حرب حقيقية”.
وقال الجيش الإسرائيلي، في تغريدة على موقع تويتر، إنه يقصف “البنية التحتية للإرهابيين في منطقة جنين”.
وأضاف: “لن نقف مكتوفي الأيدي بينما يواصل الإرهابيون إيذاء المدنيين باستخدام مخيم جنين كمخبأ”، معتبرا أن المخيم بمثابة “معقل للإرهابيين”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) – في بيان مشترك – استهداف مقرّ للفصائل الفلسطينية في جنين وعناصر كتيبة جنين، وقال إن المقرّ المستهدف استخدم نقطة مراقبة وتجمع لتسليح العناصر.
كما أكد أنه سيواصل العملية العسكرية في جنين طالما كان ذلك ضروريا.
وفي غضون ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن قوات الأمن عملت بجهد مكثف ضد ما وصفها بمراكز الإرهاب في جنين، مضيفا أن المنظومة الأمنية جاهزة للتعامل مع كل سيناريو.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن التخطيط للعملية العسكرية التي تجري الآن في جنين بدأ منذ عام تقريبا، حيث خضعت لعدة تعديلات وتحديثات وأجلت عدة مرات، وهدف العملية هو استعادة الردع في شمال الضفة.
وأعلنت كتيبة جنين أن مقاتليها استهدفوا آلية مصفحة نوع (تايغر) بعدد من العبوات بشكل مباشر.
وقال أحد سكان المخيم، لبي بي سي، إن “رتلا من آليات الجيش الإسرائيلي توغل في أطراف المخيم من عدة شوارع”.
وانتشر العشرات من المسلحين والملثمين الفلسطينيين في أزقة المخيم.
كما شهدت الساعات الأولى من صباح اليوم، إضرام النار بإطارات السيارات من قبل سكان المخيم، وسُمعت عبر مكبرات الصوت في المساجد، دعوات لدعم المسلحين من كتيبة جنين.
.
وفي الشهر الماضي قتل الجيش الإسرائيلي ستة فلسطينيين على الأقل خلال غارة جوية على مخيم جنين، وهي المرة الأولى منذ سنوات التي يستخدم فيها مروحيات هجومية في الضفة الغربية. وأصيب سبعة جنود اسرائيليين في الهجوم.
اعتبرت الرئاسة الفلسطينية العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين ومخيمها “جريمة حرب جديدة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل”.
وطالب الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة المجتمع الدولي “بالخروج عن صمته والتحرك الجدي لاجبار إسرائيل على وقف عدوانها ومحاسبتها على كل هذه الجرائم”.
كما قالت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في بيان إن “كل الخيارات مفتوحة لضرب العدو، ردا على عدوانه في جنين”.
وأضافت: “جنين لن تستسلم، ومقاتلونا عاقدون العزم على المواجهة والقتال مهما بلغت التضحيات”، مُحملة “العدو الصهيوني كامل المسؤولية عن كل ما سيترتب على هذا العدوان”.
وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “إن الدم الذي يراق على أرض جنين سيحدد طبيعة المرحلة المقبلة في كافة الاتجاهات والمسارات”.
وحمل الناطق باسم حركة حماس من غزة، محمد حماده، “الاحتلال كامل المسؤولية عما يقوم به من عدوان سافر يقصف خلاله دون تمييز (المدنيين) الآمنين والبيوت والمساجد”.
وفي السياق ذاته قال المتحدث باسم حركة فتح منذر الحايك، إن “الاحتلال يتوهم أنه يستطيع قتل الروح النضالية من خلال ارهابه واقتحاماته للمخيمات الفلسطينية”، على حد قوله.
وتعد مدينة جنين شمال الضفة الغربية ومخيم اللاجئين المجاور لها موقعا لمواجهات متكررة، بين القوات الإسرائيلية والمسلحين الفلسطينيين.
ويشن الجيش الإسرائيلي بانتظام غارات في المنطقة، التي تخضع اسميا لسيطرة السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس