بقلم حمادة الجندي
(4) إقتصاديات الطرق
تمتلك مصر واحدة من أطول شبكات الطرق في العالم إذ تأتي في المركز الواحد والثلاثين بطول حوالي مائة وثمانون ألف كيلومتراً ما بين طرق داخل وخارج المدن .
تتخلل بعض هذه الطرق جزر ترابية أحياناً يتم زراعة القليل منها بنباتات الفيكس أو بعض نباتات الزينة الأخرى بينما يظل الجزء الأكبر غير مستغل بينما نجد دولاً عربية خليجية ممن لا يمتلكون بيئة زراعية صالحة للزراعة قد قاموا باستغلال تلك المساحات ، على قلتها، في زراعة أشجار النخيل بشتى أنواعه ، بل وقد استحدثوا قسماً خاصاً لها بوزارة شئون البلدية يهتم بها ويقوم على تقليمها و ريها بل و جنى الثمار في موسم الحصاد ، و نظراً للانتاج الوفير الذي تنتجه تلك الأشجار ، شيدوا عدة مصانع لإنتاج و تعبئة التمور بكافة أنواعها ، بالإضافة لزيت النخيل و دبس التمور ، كما قامت عدة صناعات يدوية تُرّٓوٓج في الفعاليات والمهرجانات السياحية التى تقام من آن لآخر فتجد رواجاً منقطع النظير .
لك أن تتصور عزيزي القارئ كم شخص يعمل بتلك المنظومة و غالبيتهم عمالة وافدة ، بل تعدى ذلك الأمر الطرق فأصبحت جميع الحدائق العامة والمتنزهات تعج بأشجار النخيل و يستطيع الزائر لتلك الأماكن أن ينال شيئا من تلك التمور دون حرج فهى ملك للجميع ، ناهيك عن الشكل الحضارى والجمالي فهي لا تعوق نباتات الزينة التي تتخللها فتضفي على المكان سحراً خلاباً .
ما أكثر الطرق لدينا ، و لسنا بحاجة لعمال من خارج البلاد ، فشباب مصر أحق بأن يعمروا وطنهم بأنفسهم ، ولا نشكك بوطنية أي مسئول، نحن فقط نسلط الضوء و نقدم أفكارا قد تُنٓفٓذ أو لا تُنٓفٓذ ، و لكنها في النهاية تستحق الدراسة .