المصري الذي أضاء المسجد النبوي الشريف بالكهرباء
كتب:جمال وهب الله
منذ تأسيس المسجد النبوي الشريف، كان سعف النخيل الوسيلة المستخدمة في إضاءته عبر إشعال النار فيه، حتى السنة التاسعة من الهجرة،
حين قدم الصحابي تميم الداري بقناديل الزيت، وظلت الأمور ولكن بإضاءات خافتة، إلى أن جاء الوزير المصري أحمد باشا حمزة، ليزين أركان المسجد النبوي بالمصابيح الكهربية؛ لينال شرفًا ما بعده شرف.
القصة ترجع إلى عام 1947، عندما ذهب أحمد باشا حمزة لأداء فريضة الحج بصحبة مدير مكتبه -آنذاك- الدكتور محمد علي شتا، وبعد أن أديا المناسك توجها إلى المسجد النبوي الشريف لزيارة سيد الخلق -صل الله عليه وآله وسلم-، وهناك وجد أحمد باشا حمزة أن المسجد النبوي لا يزال يُضاء بقناديل الزيت ذات الإضاءة الخافتة لدرجة أن المسجد يكاد يكون مظلمًا.
وكان الكهرباء تضيي معظم ارجاء مصر حيث يعود تاريخ دخول الكهرباء في مصر إلى عام 1893، وذلك عن طريق شركة ليبون الفرنسية لتوليد الطاقة، إذ حصلت على أول امتياز من الحكومة المصرية لإدخال الإضاءة بالكهرباء في العاصمة والإسكندرية عام 1893م.
حزن الوزير المصري، بأن يكون مسجد سيد الخلق غير مضاء،
وفور أن عاد إلى مصر قرر شراء عدد من المحولات الكهربائية والمصابيح والأسلاك الكهربائية على نفقته الخاصة وقام بإرسالها إلى بيت الله الحرام والمدينة المنورة، وأمر مدير مكتبه حينها باصطحاب المهندسين معه والفنيين ومعهم المولدات الكهربائية وقاموا بتركيبها في المسجد النبوي الشريف،
لينال بذلك شرف أن يكون أول من أضاء المسجد النبوي الشريف بالكهرباء، واستمرت عملية التركيب 4 أشهر كاملة حتى تلألأ المسجد النبوي الشريف بنور الكهرباء، وأقيم احتفال كبير بإضاءة المسجد النبوي