بقلم /حمادة الجندي
معظمنا – إن لم نكن جميعاً – يبحث عن السعادة صباح مساء ، و قد تختلف طرق البحث عنها باختلاف مفهوم كل منا عن السعادة أو مصدرها ، فالغالبية العظمى منا تري المال هو أهم مصدر للسعادة ، به يستطيع شراء كل شيء و لكن سرعان ما يكتشف أنه لم يحظى إلا بقدر ضئيل من السعادة اللحظية .
و قد يرى بعض الناس أن السلطة و النفوذ مصدر السعادة ، فهو السيد المطاع و صاحب الجاه و الآمر الناهي ، يُحسَب له ألف حساب ، يمدحه المادحون ويقصده الكادحون ، يأمر فيطاع ، الناس دونه رعاع ،رأيه صواب و لو خالف الحقيقة ، يحيطه المنافقون دقيقة بدقيقة ، و عندما يتقاعد دون منصبه ، ينسى فضله الماكرون ، و هم لأفعاله السابقة مستنكرون .
وهكذا تنتفي السعادة وسط هذا الزخم من النفاق و الاستغلال ، و لكن هناك فئة قليلة قد اكتشفت المعنى الحقيقي للسعادة ، وهي أن تسعد غيرك أو تكن سببا في إسعاده ، فيهبك الله قدرا كبيرا من السعادة والشعور بالرضا عن الذات ، جرب أن تواسي الآخرين في ملماتهم و مصائبهم ، أن تقف على قضاء حوائج المحتاجين ، أن تمسح على رأس يتيم و تبتسم في وجه أخيك ، أن تصل رحمك دون مصلحة ، و تبر أبويك دون حاجة لهما ، تكثر من الصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد في كل وقت وحين ، تبدي العون للأخرين دون أن يطلبوه ، حينها سوف تجد قلبك منشرحاً و مقبلا على الحياة و تلك هي قمة السعادة .
و الآن عزيزي القارئ….. هل أنت سعيد ؟