مقال

“وصف مصر وجنسية سكانها”

 

البوابة اليوم  : أحمد رضا

الوصف /وصف مصر وجنسية سكانها

 

المحتوى/ مصر كما قال هيرودوت “هبة النيل” والنيل من جنادل أسوان والبحر الأبيض المتوسط ينقسم إلى جزءين

يمتاز أحدهما عن الآخر تماما:-

 

يجرى الجزء الأول منه فى صدع فى الهضبة الأفريقية، والثانى فى سهل من الطين من صنعه

 

نتج عن ذلك إنقسام مصر قسمين مختلفين: مصر العليا “الصعيد” ومصر السفلى “الدلتا”

 

مصر السفلى:- دلتا تكونت فى البحر المالح فى آلاف من السنين..وقبل أن تتولاها يد الإنسان بالصرف والزرع كانت حمأة مستوحلة يكثر فى مستنقعاتها السمك والطيور المائية.

 

غربى الدلتا تمتد الصحراء الأفريقية وبها سلسلة الواحات..ويسمى هذا الغرب (ليبيا) ومنها غزا مصر فى مختلف العصور أقوام شتى أخرجتهم من مواطنهم السنون المجدبة.

 

شرقي الدلتا صحراء جرداء . ولكنها لم تمنع عن مصر إغارات المغيرين.. ففيها مسالك ودروب تصل لآسيا.

 

يحد بالصعيد من الجانبين حافتي الهضبة..ويختلف عرضه بينهما.. وجنوب طيبة يضيق إلى ميلين.. وعند أسوان وحلفا تعترض النهر أحجار شديدة الصلابة هى الجنادل .

 

ليس الصعيد بمعزل عن الأرض الشرقية والغربية.. فكلتا الحافتين تشقها فى عرضتها وديان عدة ، ومن أشهرها وادى الحمامات ويمتد إلى البحر الأحمر من النيل . ويمتد فى المنطقة نفسها مسلك آخر نحو الواحة الخارجية ، وبذلك كانت هذه المنطقة ذات شأن خاص فى تاريخ مصر القديمة .

 

هكذا مصر كل ما فيها متوقف على فيضان النيل ، يترقب أهلها ارتفاعه كل عام منذ آلاف السنين ، ويتساءلون فيما بينهم عن عوامل ذلك الارتفاع.. ولكن الجواب عن ذلك ليس فى استطاعتهم ، فالنيل يجرى من بلاد بعيدة لم يعرفوا عنها شيئا ، وكل ما يمكنهم عمله هو العناية بحبس الماء ، والقسط فى توزيعه ، ومنع الإسراف فيه .

 

لقد وصف كتاب اليونان ، المصريين فنسبوهم إلى الجنس الأسود ، ووصفوهم بأن شفاهم غليظة ، وأرجلهم وسيقانهم رفيعة ، وشعرهم أجعد . على أن ما تركه قدماء المصريين من الموميات والتماثيل ، تدل دلالة واضحة على أن المصريين لم يكونوا من الجنس الأسود . فقد عثر (ماريت باشا) فى الجزء الأخير من القرن التاسع عشر ، على بقايا جنس من الأجناس ، فى نهاية حدود مصر الشمالية الشرقية ، ويختلف هذا الجنس فى خصائصه عن المصريين القديمين والحديثين . ويظن أن هذا الجنس هو الجنس الأصلى الذى كان يسكن فى مصر فى العصور الأولى . جنس أفريقى أصلى لم يكن ينتمى إلى الجنس الأسود . ثم أن موقع مصر بين الأجناس الآسيوية والأفريقية جعل امتزاج مصر بهذين الجنسين أمرا لا مناص منه . ولقد خلف قدماء المصريين فى عصورهم المختلفة موميات تدل على تعدد الامتزاج الدموى فى عصور متباينة.

 

كتب /أحمد رضا، وصف مصر وجنسية ساكنها، البوابه اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى