إن الانتخابات التي تمت على أرض مصر وشهدت لها كل الأوساط السياسية، لم تكن انتخابات بقدرما كانت مبايعة إيمان بأن الرئيس السيسي هو الوحيد القادر على حمل مسؤولية مصر في هذا الظرف الصعب. فلم تكن مصر حين تولى الرئيس ترفل في النعيم؛ بل كانت شبه دولة بعد التآمرعليها بعد ثورة 25 يناير. البوم ينعق في جنباتها. تمضي في شوارعها فلا تشعر إلا بالحسرة والندم على هوليود الشرق؛ نعم لقد عم السبات العميق كل شئ (الفكر والثقافة والفن، والإعلام، والسياسة، والأمن).
وحمل الرئيس تركة ثقيلة من الانقسام والديون. فلم تعط الإشارة بالثورة أو بالفوضى الهدامة إلا بعد أن تيقن الغرب من أن التشدد الدينى قد أخذ مجراه وتوغل داخل كل بيت، في الأزقة والشوارع والنجوع والكفور متطلعا للسلطة، وانشق البيت الواحد على نفسه. وانتشر الانحلال الأخلاقي، وانهار التعليم وانتشرت المخدرات، وضاع التوازن المجتمعي، وحلت العشوائيات محل كل شئ، وأصبح المجتمع فصيلين فصيل يرفل في النعيم إلى حد السفه، وفصيل منغمس في الفقر إلى حد الحنق، وباتت عقول بعض أبناء الشعب المصري لقمة سائغة يتم التلاعب بها بالبرامج الموجهة، والأفكار المسمومة. وعانى الشعب من كارثة فيرس سى الذي كان يأكل أكبادهم ؛ فإذا سمعنا بمرض أحدهم رثيناه وهو على قيد الحياة لتوقع رحيله.
فلما تولى الرئيس السيسي بدأ في عمل مشاريع لإنعاش الدولة المتداعية. فكان واحدا من أهم المشاريع التي قدمها، مشروع مائة مليون صحة بإشراف وزارة الصحة والسكان، وانطلقت المبادرة الرئاسية عام 2018 للقضاء على فيرس سي، وتبعتها العديد من المبادرات التي هدفت إلى رفع الوعي الصحي لدى المواطنين، وضرورة الكشف المبكر عن الأمراض السارية مثل: مرض السكري والضغط والسمنة والسرطان، وقد نجحت الحملة بشكل كبير وتم خفض نسبة الوفيات بنسبة 70% طبقا للبحث الذي قدمته الباحثة مها مختار المدرس المساعد بقسم الصحافة بأكاديمية أخبار اليوم. وقد شملت المبادرة 27 محافظة بالجمهورية وكشفت على 10 ملايين طالب من بينهم 3 ملابين من حاملي فيرس سي.
وفي عام 2019 تم صرف علاج فيرس سي ل 900 ألف مواطن. وبحلول عام 2020 أعلنت مصر خلوها من فيرس سي. يقول الله تعالى في سورة المائدة : ” أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”. هكذا أحيت هذه المبادرة آلاف النفوس. من أجل هذا تكاتف الشعب المصري لمبايعة الرئيس لاستكمال منجازاته من طرق وكباري ومدن جديدة وتصفية عشوائيات وتحول رقمي واهتمام بالمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة،
فعندما وعد الرئيس أن يحنو على الشعب المصري في أول خطاب له، لم يكن يقصد غير المشاريع الكبرى للبناء والتي بدأ معظمها. كما أعاد الوحدة للشعب. ومازلنا ننتظر المزيد من الرئيس؛ بأن يجنى المواطن البسيط نتاج هذه المشاريع على مستوى معيشته بعد عشر سنوات من الإنجاز، كما ننتظر رؤية جديدة للنهوض بالتعليم والثقافة والصناعة والزراعة في ظل كل التحديات. ” طوبى لمن حمل المسافة بين أكتاف الحقيقة والخيال/ طوبى لمن حمل المثال”.