مقال

من معجزات الصلوات. معجزة ؛ بسم الله الرحمن الرحيم: ٣- الوقود و محركات القوى

بقلم/ محمد ابوخوات

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد :

يحضرني دائما حال سفينة الإنطلاق في الحياة ، وما يقابله الإنسان من عقبات وصعوبات وتحديات كأنها موج كالجبال … ولذا لا بد من حسن اختيار السفينة المناسبة ، والوقود المناسب لها ،

و المتأمل في قصة سفينة سيدنا نوح عليه السلام وكيف صنعها في الصحراء ولم يكن ثمة ونشات ( روافع ). لرفع و نقل السفينة ولوضعها على شاطيء ما ..لتبحر ..مما دفع قومه أن يسخروا منه … كيف يصنع سفينة ضخمة كهذه في الصحراء .. ؟؟.

لكنه اليقين بأن الله ينصر رسله والذين آمنوا… ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) .

 

*تعانق التفسير… مع قمة التفكير العلمي*

 

و مما يستدل به على عظمة وقوة البدء والإنهاء بذكر التسمية ما أورده صاحب الكشاف الزمخشري في تفسيره عن البسملة ( بتصرف ) :

 

( … وعليه – أي أن البسملة آية من الفاتحة السبع المثاني – الشافعي وأصحابه رحمهم اللَّه، ولذلك يجهرون بها. وقالوا:

قد أثبتها السلف في المصحف مع توصيتهم بتجريد القرآن، ولذلك لم يثبتوا (آمين) فلولا أنها من القرآن لما أثبتوها. وعن ابن عباس: «من تركها فقد ترك مائة وأربع عشرة آية من كتاب اللَّه تعالى .

فإن قلت: بم تعلقت الباء؟ قلت: بمحذوف تقديره: بسم اللَّه أقرأ أو أتلو. لأن الذي يتلو التسمية مقروء، كما أنّ المسافر إذا حلّ أو ارتحل فقال: بسم اللَّه والبركات، كان المعنى:

بسم اللَّه أحل وبسم اللَّه أرتحل وكذلك الذابح وكل فاعل يبدأ في فعله ب «بسم اللَّه» كان مضمرا ما جعل التسمية مبدأ له. ونظيره في حذف متعلق الجارّ قوله عزّ وجلّ: (فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ)  ، أى اذهب في تسع آيات

و لأنهم كانوا يبدءون بأسماء آلهتهم فيقولون: باسم اللات، باسم العزى، فوجب أن يقصد الموحد معنى اختصاص اسم اللَّه عزّ وجلّ بالابتداء، وذلك بتقديمه وتأخير الفعل كما فعل في قوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ، حيث صرح بتقديم الاسم إرادة للاختصاص. والدليل عليه قوله:

(بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها) . فإن قلت: فقد قال: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) ، فقدّم الفعل. قلت:

هناك تقديم الفعل أوقع لأنها أوّل سورة نزلت فكان الأمر بالقراءة أهم.

فإن قلت: ما معنى تعلق اسم اللَّه بالقراءة؟. قلت: فيه وجهان: أحدهما أن يتعلق بها تعلق القلم بالكتبة في قولك: كتبت بالقلم، على معنى أنّ المؤمن لما اعتقد أنّ فعله لا يجيء معتدا به في الشرع واقعا على السنة حتى يصدر بذكر اسم اللَّه لقوله عليه الصلاة والسلام: «كل أمر ذى بال لم يبدأ فيه باسم اللَّه فهو أبتر» إلا كان فعلا كلا فعل، جعل فعله مفعولا باسم اللَّه كما يفعل الكتب بالقلم.

والثاني أن يتعلق بها تعلق الدهن بالإنبات في قوله: (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) على معنى: متبرّكا بسم اللَّه أقرأ، وكذلك قول الداعي للمعرس: بالرفاء والبنين، معناه أعرست ملتبسا بالرفاء والبنين، وهذا الوجه أعرب وأحسن ) انتهي .

 

*الحركة الموجية المتجهة*

 

القوي المحركة لسفينة نوح عليه السلام

من نقطة الإنطلاق ( صعود فوق الموج ) ..

بسم الله مجربها

إلى نقطة الهبوط ( على الجودي ) … ومرساها

ويصف الله تعالى حال حركة السفينة الضخمة ..

 

(وهي تجري بهم في موج كالجبال )

 

*القراء و تجويد … والفيزياء*

تأمل معي : حركات وسكنات كلمة ( مجربها ) في قراءة حفص :

١- الميم ( م ) – في مجربها – : مفتوحة .. يعني أعلى حرف الميم اي على قمة الموجة

٢- الجيم ( ج ) : ساكنة .. اي على خط انتشار الموجة

٣- الراء ( ر) : مكسورة عند قاع الموجة – أسفل خط انتشار الموجة .

و هذا يمثل موجة كاملة ومن خلالها والموجة التي تليها يمكن قياس الطول الموجي للحركة

فعلينا التعمق في فهم كلمات الله التي قال عنها ربنا سبحانه وتعالى:

( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تحتفظ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا )

اللهم اجعلنا ممن يتفكرون في خلق السموات والأرض وفي كون الله ، وفي قرآنه الكريم ، لنكون من أولي الألباب .

ولنتذكر ذكر ( بسم الله ) مع كل حركة أو سكون .

نسأل الله تعالى أن يجعل القران العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب همومنا وغمومنا يآرب العالمين

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وإلى لقاء قادم أن شاء الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى