الرئيسيةمقال

حياتنا امتزج فيها خيط الفرح مع خيط الحزن والفقد

بقلم : محمد جمعة

اقدارنا مكتوبه وحياتنا محسوبه وانفاسنا معدوده واعمارنا محسومه ونؤمن بأقدار الله عزوجل كلها ضرها قبل سراءها مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ.

فالعقد الاخير من هذا الزمن مرت الأيام رغم مرارتها وقسوتها نتظاهر بالقوه رغم الألم نتظاهر بالتماسك رغم تقطع قلوبنا واوصالنا من الداخل ولا ينطق اللسان الا الحمد رغم قوه الابتلاء فمنذ فقد أبي رحمه الله والحياه تسير في إتجاه اخر لأنه فتح طريقا بفقد جيلا عظيما تربينا على أيديهم وعرفنا معنى الرجوله والشهامه حيث لحق به خالي صبحي بشهور معدوده ثم كانت المصيبه الكبرى بعده بتسعه أشهر رحل عمي قرني وهنا امتزج خيط الحزن مع خيط الفرح ولكن خيط لم يظهر كعادته عندما يشرق صباح جديد ويتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود ربنا رزقني بمولود جديد وهنا اختلطت مشاعر الحزن مع مشاعر الفرح فالفقد كبير والرزق بمولود رزق وفير فما كان علينا الا أن نصبر على مراره الفقد ونكتم فرحتنا على كرم عطاءه ومنه وفضله وهنا اختلطت خيوط الحزن مع خيوط الفرح

فنحن نؤمن بالله ونصبر ونتوكل عليه وندعوه في السر والعلن أن نكون من عباده الحامدين الشاكرين الصابرين وأن تكون افعالنا مترجمه لاقوالنا فالأيام القليله الماضيه امتزج فيها خيط الفرح بخيط الحزن مره أخرى حيث يوم زفاف ابنه ابن عمي وأثناء تجهيز العائله لموعد العرس والزفاف فوجعنا بفقد عزيزه علينا جميعا وهي عمتي والتي وافتها المنيه قبيل الزفاف بساعات قليله وكلنا تلقينا الخبر بصدمه كبيره حتى تشتت تفكيرنا وعجز عقلنا عن اتخاذ ما هو سديد اجتمع و امتزج الفرح والحزن مره اخري فما كان علينا الا ان نتحلي بالصبر وذلك عند الصدمه الثانيه وأن نحكم العقل فهذا ميت يجب تكريمه ودفنه وهذا فرح انتهى من كل تجهيزاته ويجب إتمامه وبعد ما فرغنا من دفن عمتي تم تأجيل اخذ العزاء لليوم التالي حتى لا نعكر صفو الآخرين وهنا شرد بي الذهن قليلا عندما نزلت للقبر للوداع الاخير والنظره الاخيره والقبله الأخيره على جبين عمتي ان أقدار الله مكتوبه لامحاله ولا مهرب منها جمع فيها الحزن والفرح في وقت جمع فيها الفقد والعطاء واننا لا نملك ان ندعوا الله عزوجل أن نعوذ به من فواجع الأقدار وتقلبات الأيام ودوران الأزمان فقلوبنا ضعيفه وعقولنا بسيطه وفكرنا محدود

رحم الله اجسادا لم تعوض وانفاسنا لم تفارقنا وقلوبا لا نفقد حنينها فسلاما لمن يزرعون انفسهم داخل قلـــوبنا ويسقوننا من نبع حبهم وينشرون اهتمامهم بنا فان غابوا بحثنا عنهم وان حضروا اسعدو القلب وازالو الهم في ابتسامتهم شفاء القلب وامان الروح هؤلاء هم من يسكنون اعماق قلوبنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى