القوة الخارقة في : ( بسم الله الرحمن الرحيم)
بقلم / محمد ابوخوات
الحمد لله رب العالمين . وبعد
خلق الله الإنسان من جسد وروح … ولكل منهما غذاءه وحاجاته الفعلية التي تجعله يحيا حياة طيبة في ظل التوازن بين غذاء الروح ، وغذاء الجسد … وكذلك : دواء وعلاج وتحصين الروح ، ودواء وعلاج وتحصين الجسد .
فللروح مضادات الفيروسات و الميكروبات الشيطانية و النفسية … وعلى رأسها : كلام الله ، وأسماء وصفات الله تعالى … و أول هذه المضادات : ( بسم الله الرحمن الرحيم )
وعند الحديث عن القوة والطاقة الكامنة في نصف البسملة ( بسم الله) .. تعالوا نتعرف على المعنى اللغوي والعلمي لكلمة : قوة… فما هي القوة ؟؟
*تعريف القوة*
*أولا معنى القوة في اللغة*:
معنى القوة : يدل على خلاف الضعف، والقدرة على فعل الشيء.
*ثانيًا* : *المعنى الاصطلاحي :*
١- قال الجرجاني: «القوة هي تمكن الحيوان من الأفعال الشاقة، فقوى النفس النباتية تسمى قوى طبيعية، وقوى النفس الحيوانية تسمى قوى نفسانية، وقوى النفس الإنسانية تسمى: قوى عقلية.
٢- قال السُّيوطيُّ: (القوَّةُ: مُبتَدَأُ كُلِّ فِعلٍ في البَدَنِ) .
٣- قال ابنُ عاشورٍ: (القوَّةُ حَقيقَتُها حالةٌ في الجِسمِ يتَأتَّى له بها أن يعمَلَ ما يشُقُّ عَمَلُه في المُعتادِ) .
٤- القوة في العلوم الطبيعية :
( هي مؤثر يؤثر في الأجسام يغيرمن حالتها فيحرك الساكن أويسكن حركتها أو يغير اتجاهها ، أو يغير قيم الحركة لديها )
والقوى الطبيعية متعددة منها : قوة الجاذبية الأرضية او غيرها ( ..مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض … ) ،
وقوة الرياح : ( إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره …) ..وهناك قوى الشد والضغط …
وهناك قوة النفس والإرادة والعزيمة..
وهناك قوة الحفظ والفهم. والإدراك ..
كما أن قوة ضبط النفس وأن يحكم الإنسان نفسه ويكظم غيظه من أهم القوى على الإطلاق..
إنها قوة القوى إن صح التعبير…
وأساسها قوة الإيمان بالله واليقين الذي يغمر القلب والنفس معا .
ومن هذه القوة الإيمانية … تفعل قوة ( بسم الله ) وتتفجر طاقاتها النورانية الخارقة …
*ولنأخذ مثالاً على ذلك:*
قوة ( بسم الله ) في قصة غلام أصحاب الأخدود:
*بسم الله رب الغلام*
(…فَقالَ – الغلام – لِلْمَلِكِ: لَسْتَ بِقاتِلِي حَتّى تَجْمَعَ النّاسَ في صَعِيدٍ وتَصْلُبَنِي عَلى جِذْعٍ وتَأْخُذَ سَهْمًا مِن كِنانَتِي، وتَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الغُلامِ ثُمَّ تَرْمِينِي بِهِ، فَرَماهُ فَوَقَعَ في صُدْغِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وماتَ، فَقالَ النّاسُ: آمَنّا بِرَبِّ الغُلامِ. فَقِيلَ لِلْمَلِكِ: نَزَلَ بِكَ ما كُنْتَ تَحْذَرُ، فَأمَرَ بِأخادِيدَ في أفْواهِ السِّكَكِ، وأُوقِدَتْ فِيها النِّيرانُ، فَمَن لَمْ يَرْجِعْ مِنهم طَرَحَهُ فِيها، حَتّى جاءَتِ امْرَأةٌ مَعَها صَبِيٌّ فَتَقاعَسَتْ أنْ تَقَعَ فِيها فَقالَ الصَّبِيُّ: يا أُمّاهُ اصْبِرِي فَإنَّكِ عَلى الحَقِّ، فَصَبَرَتْ عَلى ذَلِكَ.) الفخر الرازي – بتصرف
تلك القوة الخارقة التي تنطلق مع الطاقة النورانية
الكامنة في نصف البسملة ( بسم الله ) لا بد أن نستشعرها في حياتنا من اليقين الراسخ بالله تعالى وأنه بيده ملكوت كل شيء ، بيده مقاليد السموات والأرض ، بيده الخلق والأمر …يقول للشيء كن فيكون..
وعندما تنطلق كلمة ( بسم الله ) من فمك … فهي كالصواريخ الموجهة … يمكنك توجيهها بنيتك أو بعدة نوايا أو بنية مطلق البركة والشفاء والحفظ والتيسير لكل عسير والتسيير لكل حركة
…تذكر : ( بسم الله مجربها ومرساها ) ولا تنساها .
ولنتذكر دائما … قوله تعالى لسيدنا يحيى :
*یَـٰیَحۡیَىٰ خُذِ ٱلۡكِتَـٰبَ بِقُوَّةࣲۖ وَءَاتَیۡنَـٰهُ ٱلۡحُكۡمَ صَبِیࣰّا﴾ [مريم ١٢ ] *
وقوله تعالى لبني إسرائيل : * ( خذوا ما آتيناكم بقوة … ) * الأعراف/ ١٧١
إن ما ينقصنا في حياتنا هو وجود غذاء الروح… لنحيا حياة حقيقية طيبة .. وما غذاء الروح سوى قوة الإيمان واليقين بالله..
نسأل الله تعالى أن يجعل القران العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب همومنا وغمومنا يآرب العالمين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
وإلى لقاء قادم إن شاء الله نستكمل ما بدأناه .. والله المستعان .