مقال

قوة البسملة في قوة اقرأ .. رتل .. اعمل

بقلم / محمد ابوخوات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:

البسملة طاقة نورانية…. عندما تلتصق بالروح والسمع والبصر واللسان … تشحن الإرادة بالفكر و الذكر… فتحرك الروح المشحونة بالطاقة الإيمانية.. تروس الجسم : فتتولد في القلب قوة العزيمة والهمة العالية.. . ويتدفق سيل من هذا الشعور عبر الأوردة والشرايين… ليغذي أعضاء الجهاز العصبي والعضلي و الحركي ليخترق العظام … تصور ذلك ..وآمن به ..وصدق بكلام الله وكلام رسوله – صلى الله عليه وسلم – وأعمال الصالحين…كيف ذلك ؟؟!

﷽ ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِی خَلَقَ ۝١ خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مِنۡ عَلَقٍ ۝٢﴾ [العلق ١-٢

﴿ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ ۝٣ ٱلَّذِی عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ ۝٤ عَلَّمَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مَا لَمۡ یَعۡلَمۡ ۝٥﴾ [العلق ٣-٥]

قال الخالق الباريء المصور الذي يعلم أسرار من خلق وهو اللطيف الخبير : ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا ) مريم / ١٩

*قوة أخذ الكتاب .. وقوة العلم ..*

 

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يايَحْيى خُذِ الكِتابَ بِقُوَّةٍ وآتَيْناهُ الحُكْمَ صَبِيًّا﴾ ﴿وَحَنانًا مِن لَدُنّا وزَكاةً وكانَ تَقِيًّا﴾ ﴿وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ ولَمْ يَكُنْ جَبّارًا عَصِيًّا﴾ ﴿وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ ويَوْمَ يَمُوتُ ويَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾ .

 

*كيف نأخذ الكتاب بقوة. .. ؟؟*

اعْلَمْ أنَّهُ هُنا وصَفَهُ بِأنَّهُ قالَ لَهُ: ﴿يايَحْيى خُذِ الكِتابَ بِقُوَّةٍ﴾ [مريم: ١٩

 

وقُلْنا لَهُ ﴿يايَحْيى خُذِ الكِتابَ بِقُوَّةٍ﴾، والكِتابُ: التَّوْراةُ، أيْ: خُذِ التَّوْراةَ بِقُوَّةٍ، أيْ: بِجِدٍّ واجْتِهادٍ، وذَلِكَ بِتَفَهُّمِ المَعْنى أوَّلًا حَتّى يَفْهَمَهُ عَلى الوَجْهِ الصَّحِيحِ، ثُمَّ يَعْمَلَ بِهِ مِن جَمِيعِ الجِهاتِ، فَيَعْتَقِدَ عَقائِدَهُ، ويُحِلَّ حَلالَهُ، ويُحَرِّمَ حَرامَهُ، ويَتَأدَّبَ بِآدابِهِ، ويَتَّعِظَ بِمَواعِظِهِ، إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِن جِهاتِ العَمَلِ بِهِ، وعامَّةُ المُفَسِّرِينَ عَلى أنَّ المُرادَ بِالكِتابِ هُنا: التَّوْراةُ، وحَكى غَيْرُ واحِدٍ عَلَيْهِ الإجْماعَ، وقِيلَ: هو كِتابٌ أُنْزِلَ عَلى يَحْيى، وقِيلَ: هو اسْمُ جِنْسٍ يَشْمَلُ الكُتُبَ المُقَدَّمَةَ، وقِيلَ: هو صُحُفُ إبْراهِيمَ، والأظْهَرُ قَوْلُ الجُمْهُورِ: إنَّهُ التَّوْراةُ كَما قَدَّمْنا.

وَقَوْلُـهُ تَعالى في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ: ﴿وَآتَيْناهُ الحُكْمَ﴾، أيْ: أعْطَيْناهُ الحُكْمَ، ولِلْعُلَماءِ في المُرادِ بِالحُكْمِ أقْوالٌ مُتَقارِبَةٌ، مَرْجِعُها إلى شَيْءٍ واحِدٍ، وهو أنَّ اللَّهَ أعْطاهُ الفَهْمَ في الكِتابِ، أيْ: إدْراكَ ما فِيهِ والعَمَلَ بِهِ في حالِ كَوْنِهِ صَبِيًّا،

 

*قول بن كثير*

 

قالَ ابْنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ: ﴿وَآتَيْناهُ الحُكْمَ صَبِيًّا﴾، أيِ: الفَهْمَ والعِلْمَ والجِدَّ والعَزْمَ، والإقْبالَ عَلى الخَيْرِ والإكْبابَ عَلَيْهِ، والِاجْتِهادَ فِيهِ وهو صَغِيرٌ حَدَثٌ، قالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ المُبارَكِ قالَ مَعْمَرٌ: قالَ الصِّبْيانُ لِيَحْيى بْنِ زَكَرِيّا: اذْهَبْ بِنا نَلْعَبُ، فَقالَ: ما لِلَّعِبِ خُلِقْنا فَلِهَذا أنْزَلَ اللَّهُ ﴿وَآتَيْناهُ الحُكْمَ صَبِيًّا﴾،

 

*قول الطبري*

وقالَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ: ﴿وَآتَيْناهُ الحُكْمَ صَبِيًّا﴾، يَقُولُ تَعالى ذِكْرُهُ: وأعْطَيْناهُ الفَهْمَ بِكِتابِ اللَّهِ في حالِ صِباهُ قَبْلَ بُلُوغِهِ أسْنانَ الرِّجالِ، وقَدْ حَدَّثَنا أحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ قالَ حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ المُبارَكِ قالَ: أخْبَرَنِي مَعْمَرٌ ولَمْ يَذْكُرْهُ عَنْ أحَدٍ في هَذِهِ الآيَةِ: ﴿وَآتَيْناهُ الحُكْمَ صَبِيًّا﴾، قالَ بَلَغَنِي أنَّ الصِّبْيانَ قالُوا لِيَحْيى: اذْهَبْ بِنا نَلْعَبُ، فَقالَ: ما لِلَّعِبِ خُلِقْنا، فَأنْزَلَ اللَّهُ ﴿وَآتَيْناهُ الحُكْمَ صَبِيًّا﴾،

*وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ*

في الكَشّافِ:

﴿وَآتَيْناهُ الحُكْمَ﴾، أيِ: الحِكْمَةَ

*وَقالَ أبُو حَيّانَ في البَحْرِ* في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ: والحُكْمُ النُّبُوَّةُ، أوْ حُكْمُ الكِتابِ، أوِ الحِكْمَةُ، أوِ العِلْمُ بِالأحْكامِ، أوِ اللُّبُّ وهو العَقْلُ، أوْ آدابُ الخِدْمَةِ، أوِ الفِراسَةُ الصّادِقَةُ، أقْوالٌ.

*و قال الرازي* عَفا اللَّهُ عَنْهُ وغَفَرَ لَهُ:

الَّذِي يَظْهَرُ لِي هو أنَّ الحُكْمَ يُعْلَمُ النّافِعُ والعَمَلُ بِهِ، وذَلِكَ بِفَهْمِ الكِتابِ السَّماوِيِّ فَهْمًا صَحِيحًا، والعَمَلِ بِهِ حَقًّا، فَإنَّ هَذا يَشْمَلُ جَمِيعَ أقْوالِ العُلَماءِ في الآيَةِ الكَرِيمَةِ، وأصْلُ مَعْنى ”الحِكَمِ“ المَنعُ، والعِلْمُ النّافِعُ، والعَمَلُ بِهِ يَمْنَعُ الأقْوالَ والأفْعالَ مِنَ الخَلَلِ والفَسادِ والنُّقْصانِ.

وَقَوْلُـهُ تَعالى: ﴿صَبِيًّا﴾، أيْ: لَمْ يَبْلُغْ، وهو الظّاهِرُ، وقِيلَ: صَبِيًّا، أيْ: شابًّا لَمْ يَبْلُغْ سِنَّ الكُهُولَةِ ذَكَرَهُ أبُو حَيّانَ وغَيْرُهُ، والظّاهِرُ الأوَّلُ، قِيلَ ابْنُ ثَلاثِ سِنِينَ، وقِيلَ ابْنُ سَبْعٍ، وقِيلَ ابْنُ سَنَتَيْنِ، واللَّهُ أعْلَمُ.

*الشباب و مجمع القوى …*

إن الآيات السابقة لتربط بين عدة محاور في حركة العلم والتعلم والعمل بما نتعلم…

وكما نرى اليوم من قوة سلطان العلم في تطوير وتغيير موازين القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى الترفيهية …مما يؤكد موقع اول كلمة انزلت من القرآن الكريم ( اقرأ ) ، وشرط القراءة والتعلم والعمل هو أن : ( باسم ربك الذي خلق ) ..

وخلق من ..؟؟

خلق الإنسان من علق…

قراءة .. ملتصقة باسم الله… خالق الإنسان من علق

وبالتالي : قوة القراءة ، وعظمتها تؤخذ من اسم الله العظيم… لتتحقق قوة الأمة من قوة العلم القرآني باسم الله… وهذه هي منصة الإطلاق والانطلاق….على الإطلاق .

ومثال ذلك سيدنا يحيى عليه السلام. أمره الله بأخذ العلم والحكمة بقوة الإرادة والإقبال والإنطلاق …لنيل الحكمة والحكم معا .

وقد كان صبيا … يعني في مقتبل الحياة ..

وهذه رسالة خاصة إلى الشباب ..

عليكم بالعلم ثم العلم ثم العمل

وذلك كله بالطاقة الإيمانية الكامنة في اسم الله..

تذكر دائما : بسم الله الرحمن الرحيم مع كل حركة وسكنة … تنل بركاته وقوتها ..

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل القران العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب همومنا وغمومنا

وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى