مقال

استغاثة عاجلة

البوابة اليوم

بقلم/حمادة الجندي

-مش تكافل و كرامة يا بني؟
-حاجة زي كدة يا حجة.
تلك كانت بضع كلمات دارت بين إحدى أمهاتنا المنتفعات ببرنامج تكافل وكرامة و بين أحد معلمي الحصة أثناء محاولته صرف بعضا من مستحقاته من ماكينة الصراف الآلي أمام مكتب البريد ، و الحقيقة أن تلك الكلمات لخصت معاناة معلمو الحصة أو ما يطلق عليه معلمو الأجر ، و كلاهما إهانه للمعلمين الذين تحملوا مسؤولية كبيرة و هي سد العجز الذي طالما عانت منه مدارسنا طيلة عقود و بعد أن نجحوا في مساعدة الوزارة في خطة إعادة الطلاب إلى المدارس مرة أخرى ، يقابل هؤلاء المعلمين وخاصة من تخطوا السن القانوني للتعيين بشيء من النكران و التجاهل رغم كونهم خبرات أهدرت و طاقات طالما عُطلت ، فهم خيرة شباب الوطن ، خريجو كلية التربية إحدى كليات القمة ـ رغم اعتراضي على هذا المسمى ـ ماذا سيعملون إذا استبعدوا من العمل في التربية والتعليم ، فهم لا يجيدوا إلا مهنتهم ، و الوطن في حاجة لهم ، أيضيق الوطن بهم ذرعا حينما كبروا ، فلا مدارس خاصة حفظت لهم حقا ، و لا مظلة اجتماعية لهم من تأمين صحي واجتماعي و ليس لهم إلا الله ثم نظرة من سيادة الرئيس تحميهم مجتمعيا و أسريا ، فلا يليق بمن علمونا أن يسألوا الناس إلحافا ، وحتى هذا تأباه نفوسهم العفيفة ، فهل بعد كل تلك السنوات التى قضوها في تعليم النشء يعودوا من جديد ليطلبوا من إحسانا ؟
نناشدك السيد الرئيس و دولة رئيس الوزراء و السيد وزير التربية والتعليم بايجاد حل جذري لمن لم يتمكنوا من اللحاق بزملائهم في مسابقات التربية والتعليم في السنوات الماضية بسبب السن الذي تصاعد تدريجيا من ٣٥ ثم ٤٠ إلى ٤٥ و تصاعد سنهم في نفس الوقت و نحن علي يقين بالله تعالى أن الأزمة علي أيديهم في طريقها إلى الزوال ، فليس ذنب هؤلاء المعلمين رفع التكليف عنهم ثم تركهم لسنوات تحت وطأة الضغوط ببعض المدارس الخاصة التي لا تراعي فيهم إلا ولا ذمة ، وكلما سنحت فرصة للبحث عن الاستقرار الوظيفي يجدون حائطا منيعا يحول بينهم و بين ذلك و هو عامل السن الذي بات شبحا يطاردهم ، فبينما كانوا في بداية حياتهم كانوا يطالبون بسنوات من الخبرة ، أما وقد حصلوا على الخبرة فهل سنوات عمرهم تلك الا خبرات تراكمت بين آمالهم و آلامهم ، فهل ستظل تطاردهم حتى الموت كمدا وحسرة بين ذويهم ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى