حنان محمد تعطي نصائح علاجية للأسر في كيفية تربية الابناء وسط الانفتاح الذي نعيشه
كتبت هاجر عبدالعليم
تربيه الأبناء مسئوليه كل الآباء وأصبح هناك عوامل مشتركه أخري تشارك الآباء في تربيه أبنائهم كالمدرسه والنادي واصدقائهم فهذا الجيل مظلوم وجد في عصر السرعه والانفتاح علي الشعوب العربية والاجنبيه في اي لحظه وكل وقت ،أصبح ياخذون ثقافتهم من الانترنت والتطبيقات التابعه لها كالتوك تك وغيره وليس من الكتب والمكتبات كما سبق في عهدنا ،وأصبح أيضا يحفزوا الشباب علي عمل فيديوهات ومحتوي غير هادف ،وذلك الذي يوصلهم الي المكاسب السريعه بدون جهد وعناء لهذا لابد من أن نطرق ناقوس الخطر ونهمس في اذن كل الاسر وتوعيتهم بكيفيه تربيه أبنائهم وان نزرع الدين جوا قلوبهم ،فالاستاذه حنان محمد تعطي روشته علاجيه للأسر لكيفيه التعامل مع الانفتاح الذي نعيشه ومااثره علي أبنائنا كل هذا وأكثر ناقشنه إليكم الحوار
حدثينا عن عصر الانفتاح؟
إننا في عصر الانفتاح غير المعهود على ثقافات غريبة يسَّرتها لنا وسائلُ الإعلام الحديثة من دش وانترنت. فبالأمس كان هذا الانفتاح محدودًا وكان اطلاع الأبناء على هذه الثقافات تحت إشراف الوالدين نسبيًّا. أما الآن فإننا نعيش مشكلة كبيرة تتمثل في هذا الفيض الجارف من المفاهيم والقيم الأجنبية الوافدة إلينا والتي بدأت آثارها المدمرة تبدو جلية فيما نشهده من مشاكل لم تعهدها مجتمعاتنا سابقًا (العلاقات الجنسية عبر النت، العلاقات غير الشرعية مع المحارم، الممارسة المثلية…..الخ).
ماهي آثار الانفتاح في الأبناء ؟
1 – إتاحة الوصول السريع لكل ما هو معروض ومتاح بسبب السرعة والانفتاح، فقبل انتشار الوسائل الحديثة كان الوالدان يستطيعان التحكم في التغذية العقلية للطفل، فيتحكمان فيما يسمع وفيما يقرأ وفي الأماكن التي يرتادها وفي تكوين الصداقات، لكن الوسائل الحديثة الآن – بما توفره من سرعة وانفتاح – تهدم سيطرة الوالدين وتخرجهما تمامًا من التأثير في العمل التربوي.
2 – الإخلال بتقديم الأولويات التربوية، ومن ثم تيسر الوسيلة للوصول المبكر لمفهومات اجتماعية قبل وقتها، عبر ما يعرض من ألعاب أو أفلام أو إعلانات متلاحقة، كمفهوم العلاقة بين الرجل والمرأة، فيراها طفل لم يبلغ الخامسة أو السادسة, وفي كثير من أفلام الأطفال، التي تحوي في مضمونها وإسقاطاتها عوامل هدم وفساد، وإذا ذهبنا إلى ما بعد الطفولة، فهناك الأفلام والأغاني والبرامج التافهة والإعلانات الساقطة، التي تعمل على إثارة الشهوات وغرس الرذائل، مما له تأثير ضار في الإنسان، وخصوصًا فيمن هم في سن المراهقة.
4 – غلبة الطابع المادي على تفكير الأبناء، فمطالبهم المادية لا تنتهي ولا يجد فيهم الآباء تلك الحالة من الرضا التي كانت لدى الآباء أنفسهم وهم في هذه المراحل العمرية، فالمتطلبات المادية مع كثرتها في أيديهم لا تسعدهم، بل عيونهم على ما ليس لديهم، فإذا أدركوه تطلعوا إلى غيره وهكذا!!
6- سيطرة الأبناء على الآباء على عكس ما ينبغي أن تكون عليه الحال، فبدلاً من أن يوجه الآباء أبناءهم، فإن الأبناء هم الذين يوجهون سلوك آبائهم، فهم الذين يختارون البيت، ويشيرون بمكان قضاء العطلة، وإذا دخلوا متجرًا مضى كل طفل إلى ما يعجبه، وما على الأب إلا أن يفتح حافظته ويدفع!
7-روح التكاسل وعدم الرغبة في القراءة وتدني المستوى العلمي لكثير من الأبناء.
8 – ما يسمى بصراع الأجيال ويقصد به اتساع البون بين تفكير الأبناء وتفكير الآباء، وعزوف الأبناء في كثير من الأحيان عن الاستفادة من خبرات جيل الكبار؛ إذ ينظرون إلى خبراتهم على أنها لم تعد ذات قيمة في هذا العصر الذي نعيش فيه.
9 – ما يعرف بالغزو الفكري والثقافي المتمثل فيما يشاهده الأبناء ويستمعون إليه عبر وسائل الإعلام المختلفة من عقائد وأفكار وقيم ربما لا تكون في كثير من الأحيان متفقة مع عقائد وأفكار وقيم مجتمعاتنا.
فالنظر الى التنشئة فى الصغر دينيًا
فبيان النبي – صلى الله عليه وسلم – لأثر التربية العميق في قوله: “كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمصرانه أو يمجسانه”، ويوضح استمرار وتوسع الأثر وعدم اقتصاره على مرحلة الصغر وذلك في حديثه القائل: “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ها هو ذا عمير بن وهب يُسلم فيقول الرسول لبعض الصحابة: “خذوا أخاكم فعلموه دينه”.
و عن معاذ رضي الله عنه أنه كان يقول لبعض أصحابه: “اجلس بنا نؤمن ساعة”، وللحاكم في المستدرك “جددوا إيمانكم؛ فإن الإيمان يخلق”، وكل هذه شواهد على أهمية التربية من حيث الأمر بمفرداتها، أو بيان أثرها أو التوصية بها والتوجيه إليها..
كيف نحمي أبناءنا من هذا الانفتاح؟؟!
١-استمرارية التربية: التربية بمفهومها السابق ليست مجرد معلومات تدرس، فهي ليست كالتعليم له في كل مرحلة مستوى ويتوقف، فالتعليم: معلومات، مهارات، وسائل، اختبارات، لكن التربية: تحويل معلومات التعليم ومهارات المعلم إلى: (نضج فكري، استقرار نفسي، تميز سلوكي)، ومعنى ذلك أن التربية مهمة مستمرة لا تتوقف عند زمن أو سن معين ولا عند مستوى محدد من العلم والإدراك.
فالطريق طويل والمهمة صعبة، ومع ذلك، فبين العبد وبين السعادة والفلاح قوة عزيمة وصبر ساعة وشجاعة نفس وثبات قلب، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم” [مدارج السالكين لابن القيم].
٢-حاجة الجميع إلى التربية: فالجميع صغارًا وكبارًا رجالا ونساء متعلمين وغير متعلمين محتاجون إلى التربية.
٣- التربية مهمة الجميع: إنها مهمة منوطة بالآباء والأمهات، وواجبة على المعلمين والمعلمات، ولازمة للدعاة والداعيات.
٤-عدم إيقاع الأبناء في الحيرة من أمرهم:
وذلك بسبب تناقض الوالدين؛ فتجد بعض الآباء والأمهات يقولون ما لا يفعلون، فيجب على الوالدين أن يعلما الأبناء ويطبقا في الوقت نفسه حتى يرسخ المبدأ العقدي في ذهن الأبناء.
٥- نحصنهم بأن نعلمهم سير الصحابة نساء ورجالا:
خاصة الشباب منهم لبيان كيف أنهم كانوا على قوة كبيرة من الثبات أمام المغريات أو التهديد والوعيد
٦-نزرع في نفوسهم المراقبة الذاتية:
بتذكيرهم بالجنة والنار، فعندما يتصور الابن نعيم الجنة، وعذاب جهنم فإنه سيبتعد تلقائيًّا عن هذه الأمور حتى لا يحرم نعيم الجنة ولا يعذب بنار جهنم.
٧- كذلك يبين للابن أن للمعصية شؤمًا في الحياة:
وأنه كلما زادت مراقبته لله بعدم النظر إلى هذه القنوات فإنه سيزداد توفيقًا من الله وهداية ورزقًا وصلاحا.
٨- أن نخبر الجيل الناشئ بحقيقة الأمر ونوضح لهم طريق الخير والشر:
لأننا إذا سكتنا فقد يعلمون من خلال الأصدقاء أو القنوات وغيرها.
٩- كما يجب علينا أن نقوي الوازع الديني:
أي نربي فيهم الخوف من الله واحترام رسول الله ومحبته – صلى الله عليه وسلم – كما يجب أن نترك لهم مجال من الحرية؛ لأننا إذا ضيقنا عليهم فسوف يسعون للخلاص من الأهل ويتهمونهم بالسيطرة والانغلاق، كما يجب دائمًا على الأهل التكلم مع أبنائهم بسوى النصائح أو (صليت؟- أكلت؟- ذاكرت؟). لا بد بلا شك أن ننصحهم ولكن لا نجعل كلامنا معهم فقط أوامر ونصائح بل تقيم علاقة صداقة.
١٠- طرح الأسئلة:
يعد التساؤل والنقد الأساس الأول في تكوين شخصية حرة مسئولة قادرة على اتخاذ القرار. فما الفائدة التي تعود علينا إذا ما قمنا بكبت أسئلة أبنائنا أو ألغينا عقولهم فحرمنا عليهم نقد كل ما يدور حولهم من أمور تتحدى تفكيرهم سواء داخل الأسرة أو خارجها في المجتمع. إن علينا أولا أن نعيد تربية أنفسنا كآباء وأمهات حتى يتسنى لنا إجراءُ مناقشات مثمرة مع أبنائنا. مناقشات تنمي عقولهم وتدعم إحساسهم باستقلالهم في الرأي. وعلينا أن نطبق معهم مبدأ “قبول الآخر” الذي نتشدق به دون أن نعرف معناه. تقبل الأبناء (الآخر) يعني أن ننزل إلى مستواهم، أن نتخلى عن غرورنا، أن نشعر بكم التناقض والبلبلة التي يعانونها والتي لم نخبرها في الأجيال السابقة. ومن المهم أن ندرك أن من حق الابن أن ينقد كل شيء يدور حوله ويثير لديه الشك أو التعجب ما دام ذلك يتم باحترام ومراعاة لسلوكيات الحوار البناء. من حقه أن يتحدث معنا عن بعض أخطائنا، فنحن كآباء لسنا معصومين من الخطأ.
١١-الاعتراف بالأخطاء:
من الأخطاء الشائعة الموروثة التي يقع فيها الآباء محاولة الظهور أمام أبنائهم بمظهر الشخص المعصوم من الخطأ، الصائب القرارات، المنزه عن أي اعتراض. وكلنا يعرف أن هؤلاء الآباء كانوا فيما مضى شبابًا يعانون ويمرون بمثل ما يمر به أبناؤهم من أخطاء. إن الكثير من الآباء والأمهات قد أخطأوا في كثير من القرارات التي اتخذوها فيما مضى. بل إن كثيرًا منهم ما زالوا يرتكبون أخطاء كثيرة في حياتهم اليومية. وفي المقابل فإنهم يحرّمون على أبنائهم مناقشة أي من هذه الأخطاء أو حتى مجرد ذكرها. ولنا أن نتصور كم التناقض والصراع الذي يمكن أن يشعر به المراهق حين يرى تصميم الأب أو الأم على الظهور بهذا المظهر الأسطوري في حين يدرك هو بعمق وبنظرته الثاقبة وبذكائه المتقد الكثير من أوجه النقد التي يأخذها على والديه والتي تبدو جلية للعيان.
وتؤكد كثير من الخبرات والبحوث التربوية أن كثيرًا مما يعانيه المراهق من أزمات يعود إلى هذا السد المنيع بينه وبين والديه. هذا السد الذي يفرض عليهم احترامًا مزيفًا لا يقوم على الاقتناع والاعتراف بالطبيعة الإنسانية بكل ما تحمله من ضعف وقصور. والنتيجة الوقوع في الأخطاء وعدم الاقتناع العميق بكثير مما يتشدق به الوالدان من مثل وقواعد لا تنزل لمستوى المراهق ولا تعكس ما يجري حوله في الواقع المعاش.
١٢- مبدأ الإنصات الجيد لأبنائنا. الإنصات لا يعني مجرد أن نفتح آذاننا للمراهق؛ ولكن الإنصات هنا يعني في جوهره اللقاء بين القلوب والعقول الذي يحاول فيه الوالد أن يهبط إلى مستوى المراهق وأن يخبر مشاعره حتى ولو شابها التناقض والخطأ. ليس عيبًا أن نخطئ، ولكن العيب أن يظل هذا الخطأ سرًّا مكتومًا في نفوسنا لا نراه إلا على صفحات المجلات والمواقع الإلكترونية. أخطاء بشعة وقع فيها الأبناء لأنهم لم يجدوا من يستمع لهم بحب دون إرهاب أو تخويف أو إذلال. إن تدارك الخطـأ في بدئه أسهل بكثير من تداركه بعد تفاقمه ووصوله إلى حدود لا يمكن أن يصل إليها عقل شخص مسلم عربي. أخطاء جسيمة وفضائح بين الفتيات والفتيان يشيب لها الشعر.
واخيراا
إن علينا أن نعيد النظر في أنفسنا كمربين لنرى أين الخلل. كما يجب أن ندرك جيدًا أن تربية الأمس لم تعد تكفي اليوم، وتربية اليوم لن تكفي للغد. وعلينا أن نربي أنفسنا من جديد ونتخلى عن غرورنا. ففلذات أكبادنا وصلاح مجتمعنا يستحق منا الكثير من التفكير والكثير من التضحية والكثير من النقاش والحوار.