مقال

🌜🌜رمضان بين التحذير والتبشير 🌜🌜

 

بقلم دكتور  هاني البوصي

الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
يتناقل بعض الأحباب كلاماً ينسبونه إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع اقتراب شهر رمضان ولا يصح نسبة مثل هذا الكلام للنبى صلى الله عليه وسلم
من ذلك
ما يروى من بلغ الناس بشهر رمضان حرمت عليه النار
وفي رواية أخرى من بلغ الناس بشهر رمضان دخل الجنة
فلا يجوز للمسلم أن ينشر شيئا من الأحاديث إلا بعد التأكد من ثبوت نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وليس كل ما يقال إنه حديث يبادر إلى نشره دون تثبت لأنه يوقع نفسه بذلك الفعل في الإثم والحرج ويكون أحد الكاذبين على النبي صلى الله عليه وسلم ويناله الوعيد المذكور في حديث أبي هريره رضي الله عنه وأرضاه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تقول علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار رواه ابن ماجه وحسنه الألباني وصححه شعيب الأرناؤوط
حتى وإن كانت نيته سليمه فالنيه الصالحه لا تصلح العمل الفاسد في حين أن النيه الفاسده تفسد العمل الصالح

وهذا الحديث المذكور ليس موجوداً في كتب السنه وهو مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكره من صنف في فضل رمضان من العلماء ولو من باب التنبيه على عدم صحته كما لم يذكره من صنف في الأحاديث الموضوعه
والناظر له يتضح له من أول وهله أنه مختلق موضوع
في حديث ابن عباس عند الترمذي وحسنه اتقوا الحديث عني الا ما علمتم فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وقد قال السيوطي في تدريب الراوي (٣٢٧/١) وقال ابن الجوزي ما أحسن قول القائل إذا رأيت الحديث يباين المعقول أو يخالف المنقول أو يناقض الأصول فاعلم أنه موضوع قال ومعنى مناقضته الأصول أن يكون خارجاً عن دواوين الإسلام من المسانيد والكتب المشهوره
وعلى هذا لا يجوز نشر هذا الحديث ونسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم إن كذبا علي ليس كذب على أحد من كذب علي متعمدا فليتبوا مقعده من النار رواه البخاري (1229)
وليس هذا معناه عدم التهنئه بقدوم رمضان فلا بأس بالتهنئه بدخول رمضان فقال النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم الشهر ويحثهم على الاعتناء به فعن أبي هريره رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مرده الشياطين لله فيه ليله خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم أخرجه النسائى وأحمد
قال ابن رجب رحمه الله تعالى كما في لطائف المعارف صفحه 279 كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان ثم ذكر الحديث وقال قال بعض العلماء هذا الحديث أصل في تهنئه الناس بعضهم بعضاً بشهر رمضان
وللحديث بقية إن شاء الله
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
محبكم دكتور هاني البوصي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى