كتب حمادة الجندي
الرزق نوعان ، رزق تأتيه ، و رزق يأتيك ، و خيرهما الذي يأتيك من أقوال الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى و هذه ليست دعوة للتواكل وإنما المقصود بالذي يأتيك هو الذي أعطاه الله لك دون طلب منك أو دون أن يخطر ببالك ، فستجد له فرحة أكبر .
وقد يظن الكثير أن الرزق مال أو ثروة فقط ، فقد يكون في صور شتى ، كزوجة صالحة ، ابن بار أو بنت حنونة ، أو حتى صديق وفي ، وقد يكون أيضا مناطه البركة فقد يكون لدى الإنسان المال الوفير ولكنه منزوع البركة ، كما أن الله سبحانه وتعالى يبسطه بقدر لمن يشاء و يقبضه عمن يشاء لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى ، فلا يجوز للإنسان أن يعترض على مشيئته سبحانه وتعالى لأنه لو علم الغيب لاختار واقعه و لما تمنى غيره ، قال تعالى ” فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه و نعمه فيقول ربي أكرمن ، و أما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن” ثم يرد سبحانه وتعالى”كلا بل لا تكرمون اليتيم ، ولا تحاضون على طعام المسكين ، و تأكلون التراث أكلا لما و تحبون المال حباً جما ”
إذا فالرزق مقرون بالعطاء ، فإن لم تجد ما تعطي ، فكلمة طيبة أو نصيحة لمن يستطيع أن يعطي و لا تثبط همم القادرين على العطاء.
وثق دائما أن الله إن منعك المال الوفير فقد أعطاك صحة في بدنك ، أعطاك قدمين تسعى بهما على رزقك و أعطاك عينين تبصر بهما من هم دونك في الرزق ولكنهم حامدون شاكرون ، فإن حرمت شيئاً فقد أوتيت أشياء كثيرة ، فقط كل ما عليك هو أن تبيت ليلتك حامداً شاكراً لله وراض بما منعك كما أنت راض بما قد أعطاك.