مجهولي في عامك الثالث
حوار مع الذات الخفية
بقلم. أ/ حمادة العباسي
ويأتي المجهول من جديد كعادته كل عام جديد، وبعد أن يلقي على قلبي السلام وقلبي يناوله سلامه ثم يبدءا أن يرميا عتاب عام مضى مع بعضهما البعض.
لكن قلبي كانت له سابقة القول “أ ذهبت مجهولي؟ ”
اقترب لي المجهول الأجمل على الإطلاق، اقترب الذي لم يقترب يوما لغير قلبي سوا مرة خذلانٍ قد ندم منها واختارني.
المسافات مجهولي تبعدني عنك كما لو انه النصف الثاني من كوب الماء في مقال العام الماضي، وانتهى بى المطاف باختيار حقيقة تمثل لقلبي قلبه.
اتيت مجهولي في عام كان قبله فراغ وقلبه فراغ ومنتهاه فارغ كفراغ النصف العلوي من كوب ماء خالي، تخيلتك لو انك المجهول الابدي إلا انك مغادر يوما ما وذا المتوقع كل عام، حتى تأتيني في مطلع عام جديد بشكل جديد.
انتظرتك مجهولي من اكثر من عمرٍ عاشه المجهول الذاتي مجموعٍ مع عمري وعمرك ثلاث أعمار فوقه مدة انتظرك من وقتها حتى تأتي بسلام لقلبي وبعام جديد تقول فيه أحيوا احتفال القلوب المجهولة بقدوم عام جديد
وفي هذا العام يا ذاتي أحدثك بغبار طال يتراكم… فوق الزجاج، فوق الحوائط، فوق المقاعد، فوق كل شئ رُكامٍ وغبار لن ينفضه سوى وجودك فحدثني كما انا الان.. هل ينجلي؟ أم تنجلي؟
السؤالان واحد منهما باقي والآخر ممحي من الوجود وتأكد عزيزي اننا إن وقعنا في جملة محل إعراب وطلبوا من الفطاحل تحليل اعرابها فستكون أنت الفاعل وانا المفعول به وذاتي ليس لها محل من الاعراب وقلبي موقع مفعول فيه الحدث.
أرجوا إجابةً مُسعدةً في نهاية هذا العام وبعد كل ذلك الوقت الطويل الذي أقضيه منتظرا إياك كل عام.
ومثل الاعوام الماضية مجهولي أحذرك التحذير المتبع لكل عام، إياك والفراق فأنا أصبحت في الفترة الأخيره أنفض الأشخاص مني كما الغبار…. ومن المؤكد لن انتظرك وفي النهاية تكن ضمن الغبار…. فأنت من ستنفض الغبار
وسلام لقلبك مجهولي الذي انتظره كل عام ونلتقي في العام القادم إن كان لنا البقية في 1/1/2025